الثلاثاء، 19 يونيو 2012

166 ألف ريال ..



ماذا تعني الـ ( 166 ألف ريال ) ؟ 


في بعض مجاهل العالم ومواطن المجاعات ..
 تعتبر ال 166 الف ريال عبارة عن أسطوره يرويها كاهن القبيلة لأتباعه وجماعته ..

وفي بعض المجتمعات ضعيفة الحال. يعتبرون ذلك الرقم..  مجرد حلم

والعامل .. والموظف البسيط .. 
الذي يعيش حياة تقشقيه
ويزاول وظيفه " بارت تايم ".
من الممكن أن يدخر ذلك المبلغ ..
ولكن بعد 10 او 20 سنه أو أكثر .. 
 بحسب مدى جهده وزهده في الحياه
ويالله حسن الختام .

قد تعني لمتوسط الحال قيمة سيارة " جيدة  " وليست مترفه ,,
أو قيمة تجديد أثاث المنزل .. أو قيمة رحلة سياحيه لأقل من شهر ..

قد تعني لبعض الأسر مصاريف ضرورية .. 
تعليم ..
علاج ورعايه صحيه ..
 سداد إيجار البيت وفواتير الخدمات العامه ..

وبأحسن الأحوال ..
 يستطيع من يتوفر لديه ذلك المبلغ المذكور ..
أن يشتري به أرضاً فارغه في أقاصي الأرض
لم يصلها التخطيط العمراني ..
 ولن تصلها الخدمات العامه قبل 5 سنوات 

وبالأخر يطلع "الصك مضروب" والأرض مملوكه لغيره بصك أقدم .

 ولمن أنعم الله عليهم بوفرة المال ..
قد تعني لهم ال 166 ألف ريال :

- جزء بسيط من قيمة طقم ألماس فاخر ..
 أو جزء لا يكاد يذكر من تكلفة " ليلة " زفاف فارهه..
- عربون لقيمة لوحة فنية " ليست نادره "
ليزين بها جداراً من جدران ممرات قصره
ولمن ابتلاه الله بالثراء وكان " نقمة عليه " :
فلا يعني لهم ال 166 ألف شيئاً ..

فقد يلقي ذلك المبلغ - بدم بارد -  " نؤطه " تحت أقدام راقصه

أو تكون فاتورة مشاريب له ولأصدقاءه بأحد البارات ..

منا من يرى ذلك المبلغ كبيراً ومنا من يراه بسيطاً
واستغفر الله هناك من يراه تافهاً لا قيمة له ..

البعض قضى حياته في التعب والعمل ونزف الكثير من العرق والدم  ..
وانتهت حياته .. ولم يرى فيها ولا ربع ذلك المبلغ في حياته

والبعض يحصل على أضعاف هذا المبلغ في اليوم ..
وبلا جهد يذكر
 وينفق اضعافه على الترف والرفاهيه في ساعات معدودة .

أرزاق مقدره من الله سبحانه وتعالى ..
والمال .. قلته ووفرته ..
 من أعظم ابتلاءات الله للإنسان في هذه الدنيا 
.

___

 ( 166 ألف ريال )  
لماذا هذا الرقم بالذات ؟

سأعرض عليكم تقرير واقعي ..
 يوضح إنفاقاً حقيقياً لهذا المبلغ بالضبط .

كان ذلك تقرير مجموعة " وساطة خير " لشهر رجب 1433هــ 
http://www.facebook.com/groups/Wasa6at.Khir/

وأترككم مع التقرير المختصر ..

فبسم الله نبدأ ..
_____
أولاً / مشروع الكفالات الشهريه :

 40 أسرة اعدادهم تزيدعلى 200 إنسان ضعيف 
مابين أرملة ومطلقة ويتيم وطفل ومريض ومسن ومعاق وعاجز .
استلموا رواتبهم الشهريه من كفلائهم الكرام بحمد الله وفضله .
بمتوسط : 1180 ريال لكل أسره 
وباجمالي 47.200 ريال 


ثانياً / مشروع إطعام الطعام :
* سلات غذائيه متكامله لـلأربعين أسرة ." وسيتم توزيعها يوم الجمعه القادم بإذن الله 
سلات تكفيهم بفضل الله لمدة شهر وتحتوي على حوالي  16 صنف 
السلات بقيمة متوسطه تكلفت 9.000 ريال .
وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إطعام الطعام يوجب الجنّة  "
أسأل الله لي ولكم أن نكون من أهل الجنّة بفضل الله ورحمته .

ثالثاً / مشروع هدايا الخير :
( شرح مختصر لفكرة هدايا الخير )
http://maom75.blogspot.com/2012/05/blog-post_9939.html

تم في هذا الشهر المساهمه في توصيل هدايا الخير للأسر المحتاجه بواقع :

5 مكيفات بتكلفه اجماليه 6000 ريال
2 ثلاجه بتكلفه اجماليه 3800 ريال
1 فرن وبوتوغاز صغير 600 ريال

اجمالي ما تم انفاقه في مشروع هدايا الخير 10.400 ريال
واستفادت منه 5 أسر محتاجه للأجهزه 


رابعاً / مشروع تفريج الكربات وقضاء الديون : 

قضاء ديون بالكامل، وسداد ايجارات متأخره ومستحقه
لــ 7 أسر ضعيفه .. بإجمالي 64.900 ريال 


خامساً / العمليات الجراحيه والعلاج والرعايه الصحيه :

تم بفضل الله مساعدة 8 حالات مرضيه من أهل الخير بما قيمته 34.500 ريال

شملت المساهمه في اجراء 4 عمليات جراحيه
وغسيل كلى ، والمساهمه في توفير أطراف صناعيه لأرملة تم بتر قدميها .
وتوفير سماعتين داخليتين لشاب فقد السمع بأذنيه ..
 وتوفير سماعة أذن لفتاة عمرها 12 سنه تعاني من ضعف شديد بإحدى أذنيها


 اجمالي ما أنفقه أهل الخير على الأسر المستحقه خلال شهر رجب 1433هـ 

هو مبلغ 166.000 ريال . 


____


هل تذكرون ذلك المبلغ ؟ 

ومالذي يعنيه لنا ولغيرنا ؟

وفق الله بفضله ومنّته مجموعه من أهل الخير في هذا الشهر ليمثلوا نموذجاً واقعياً للبركه ..
والفائده التي عمت 40 أسره ضعيفه بــ 166 الف ريال 


40 أسره حصلت على راتب شهري وتم قضاء ديونهم وسداد إيجاراتهم
وتوفرت لهم سلة غذائيه متكامله ..
وتوفير احتياجاهم من الاجهزه المنزليه الضروريه ..
 بالاضافه الى العلاج والدواء والرعايه الصحيه

ولله الحمد والمنّة ..
 والفضل من الله علينا قبل أن يكون عليهم

____


كم " 166 الف " ريال ممكن ان ينفق مثلها وأضعافها من أنعم الله عليه بالثراء ؟
فعلى الأقل ينفقها في الخير ..  شكراً لله على نعمته ولكي يحفظها الله عليه

كثير منهم بارك الله فيهم ينفقون سراً وعلانيه في عمل الخير أضعاف ذلك الرقم .. 

ولكن ..

 الكثير منهم ينفقونها بغير تثبت ودون اجتهاد في البحث على المستحقين لها
ويوكل غيره ولا يقف بنفسه على حالات الضعفاء والمساكين

فإن ثبت أجرها عند الله بإذنه تعالى ..
 قد تضيع بركتها ويقل أثر نفعها وان كانت ملايين بسبب /

- قلة التثبت من صحة الحالات .. 
- وقلة بذل الجهد في عمل الخير . 

الحمد الله أن الـ " 166 ألف " لكثير منا ليست بمثابة أسطورة ولا حلم مستحيل
  
والحمد الله على كل حال فالمال ليس كل شيء في الحياه


الحمد الله رب العالمين .


____________
وأترككم مع مقطع فيديو مختصر لأنشطة وأعمال مجموعة وساطة خير 







الأحد، 17 يونيو 2012

( رحلة إنسان عبر أبعاد الزمان والمكان )




تشير نظرية النسبيه الزمنيه للعالم الفيزيائي ألبرت انشتاين بإختصار  ..
إلى ان الزمن متغير نسبي يتغير بتغير عوامل أخرى كالسرعه والحركه

ومن ضمن فكرة هذه النظريه ان النجم اللامع الذي نراه والبعيد عنا بملايين السنين الضوئيه
انما هو رؤيتنا لشيء في الماضي السحيق

فهذا النجم البعيد الذي نراه الأن ، إما أنه قد تحرك ـ وابتعد عن مكانه منذ مئات الاف السنين
 أو أنه قد إنفجر وتناثرت أشلاءه في الفضاء ، أو إبتلعته إحدى الثقوب السوداء
ولكننا لا نزال نراه حيث كان بلمعته وبهاءه الذي كان عليه منذ ملايين السنين ..

وتفسير ذلك ..

هو أن الضوء المنبعث منه والذي يجعلنا نراه لا يصل الينا الا بعد هذه المده الطويله جداً

فمثلاً .. أشعة الشمس لا تصل الينا الا بعد ٨ دقائق من انبعاثها نحو الارض

وتلك النجوم تبعد عنا آلاف وربما ملايين المرات اكثر مما تبعد الشمس عنا ،
 إذاً وبحسبه بسيطه ..
سنقوم بحساب المده الزمنيه لسرعة الضوء
فنعرف منها ابتعاد النجم عن الارض
وبذلك نعرف الفرق الزمني بين صورة النجم الذي نراه حالياً وبين واقع النجم فعلياً

------


النقطه التي اريد ان اصل اليها .. هي :

أنك إذا كنت في موقع ذلك النجم
فإنك قد عكست الزمن بالعودة إلى الماضي بالنسبة للأرض ،
 وصولاً إلى الحاضر في موقع النجم..
وفي نفس الوقت أنت تسارع الزمن نحو المستقبل من نقطة الانطلاق ..
أي من الأرض نحو موقع النجم .

فكلما اقتربت من موقع النجم ..
فإنك سترى الكرة الارضيه ولكن ..
بعد أزمنة بعيده عن الزمن الحاضر على الأرض الأن

وبعبارة أخرى فإنك كلما صعدت ستعود بالزمن للماضي بالنسبة للأرض
 وبالحاضر بالنسبة لموقع النجم ،
بينما يعتبر الحاضر هناك هو المستقبل بالنسبة للارض  ..

وما أفترضه على ضوء ذلك بالمنطق..

أننا نرى الماضي في الأسفل ونرى المستقبل في الأعلى ..
بينما نكون في الحاضر في الموقع الذي نحن فيه " الأن "

نرى الأرض في الماضي كلما ابتعدنا عنها
ونرى حال وموقع النجم في الحاضر كلما اقتربنا منه

-------------

وبقوله تعالى في القرأن الكريم في سورة الواقعه :

" فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " 

فنستدل بهذه النظريه العلميه لبيان عظم الحديث عن " مواقع " النجوم
حيث انها ظاهره عظيمه وفي غاية الغرابة والاعجاز

تخيل انك تنظر الأن الى صورة شيء  غير موجود منذ ملايين السنين ..
ولو تم اختراع مركبة بسرعة الضوء وانطلقت  الى موقع احد النجوم التي نراها الأن ..
 لسجلت مراحل اختفاء ذلك النجم وانفجاره الماضي وكانها رحله تصوير بزمن عكسي ..

وحين تصل الى موقع النجم لن يكون موجوداً في مكانه !!!

فاذا صعدنا لموقع النجم الذي نراه الأن ..
سنرى الماضي يعود بصورة وموقع وحال النجم الحاليه تدريجياً ..
الى ان نصل اليه فيكون " مكانه الحالي "
 وهو الوضع " الحقيقي "  لموقع النجم الأن

ونرى الأرض من ذلك الموقع في زمن مستقبلي بعيد ..
وربما اذا وصلنا الى موقع النجم قد لا نرى الأرض
فقد تكون قد تلاشت بما فيها ومن فيها ..

وباعتمادنا على اسس النسبية الزمنيه ..
فإننا كل ما صعدنا نكون قد اقتربنا لنهاية الزمان لجميع الاشياء
..حتى المستقبل ينتهي ،
 لكنها مازالت موجوده في الماضي وتسير نحو المستقبل

إذاً فالزمن  لكل شيئ مختلف ويعتمد على الأبعاد المكانيه
 وما تولده الحركه من طاقات مختلفه
منها ما عرفه الانسان واكثرها لا يعلمها الا الخالق الواحد سبحانه وتعالى
.. لذا فالكون في اتساع وفي حركة دائمه

وكلما عرجنا الى الملكوت الأعلى كلما اقتربنا من " الأبديه الزمنيه "
 حيث تتوقف قوانين الزمن الدنيوي
ويكون هنالك مالا نستطيع ادراكه الأن وما لا يعلم حقيقته الا الله سبحانه وتعالى .

فبعد تجاوز السموات السبع بما بينهن وما فيهن ..
يتسع المكان ويتسع كذلك نطاق الزمان
 بما يشكل تباطؤ اكثر في الزمان كلما ارتفعنا.

فهي حواجز مكانيه زمانيه لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى ..
فتمر ملايين السنين على السماء الاولى
وفي الوقت ذاته لا تمر اكثر من سنه على  مافي السماء التي فوقها  ..

وقد لا تتجاوز تلك الحقب الزمنية التي تمر على الدنيا باختلافها وتفاوتها ..
يوماً واحداً فيما بعد نطاق الكون ..

قال الله تعالى :

" تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه " 

.........

وعلى ضوء ما سبق ..  فإنه بالنزول من الأعلى الى الأسفل ..
 كون بذلك في مرحلة العوده الى الماضي بالنسبة للمكان الذي كنا به ،
 وكلما نزلنا للمكان الذي نحن في فيه  .. وهو الارض فإننا نعود بالماضي
الى مرحلة الحاضر بالنسبة لنا ..
أي اخر وقت مر على الارض بحسب طبيعة سير الزمان وحسابه بالنسبة للارض ..

ولا أعتقد انه بالامكان العودة للماضي والا كان في ذلك باعتقادي عبثيه
ليست موجودة في خلق الزمان والمكان ..
إلا لو كان ذلك بإرادة الله وقدرته التي لا يحدها حد ولا يحيط بها رشد ولا علم

وإن حدث ذلك فعلى الأغلب تكون العوده للماضي بطبيعه مختلفه ومقاييس مغايره
وقد تكون للمشاهده فقط دون تغيير او تبديل في الاحداث ..
 لأنها قد حدثت وانتهت وترتبت عليها أحداثاً واثاراً
لا حصر لها .. ومن المحال ان يتم تغيير الماضي ..

وما نحن بصدد الحديث عنه هو الانتقال عبر الزمان ..
 بعنصريه الإثنين " الحاضر والمستقبل "

وما الحاضر الأن الا الماضي بالنسبة للمستقبل ..
وهذا الانتقال بين الازمنه لا يكون الا بالانتقال البعيد عبر الامكنه ،

وبكل حالات الإنتقال لن تكون موجوداً في المكان الأخر
الذي يختلف فيه الزمان عن المكان الذي انت فيه الأن ..
 لذا فلا يمكنك تغيير اي شيء مابين الازمنه ..

حتى لو انتقلت للمستقبل وشاهدت ما يكون فيه ..
 فلن يكون بمقدورك تغيير شيء اذا عدت للزمن الحاضر
لأن ما شاهدته هو ما سيكون ..
وليس لأي مخلوق القدره على تغيير ما هو كائن .. والأمر كله لله

والله عز وجل  لم يخلق الزمان والمكان لعباً ولا لهواً تعالى الله الحق عن ذلك
 لم يخلقهما ويخلق الدنيا والأخرة الا بالحق ولم يخلق فيهما شيئاً عبثاً
وكل شيئ عنده بحسبان ومقدار ، ولحكمة لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى

-----------

 تجربة الإنسان الوحيده ..
في الإنتقال عبر الأبعاد المكانية والزمانيه
  .. 


إن التجربه الانسانيه الوحيده في الانتقال عبر الابعاد الزمانيه والمكانيه
 كانت في معجزة الاسراء والمعراج
 التي حدثت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
منذ حوالي ١٤٤٠ سنه بحسب مقاييس الزمن الأرضي

وبسياق أحداث وتفاصيل قصة الاسراء والمعراج يكون اثبات صحتها وحقيقتها
بغض النظر عن إيمان المستمع بالله و بصدق رسول الله
الصادق الامين صلى الله عليه وسلم

وذلك لأنها تثبت فرضيات ونظريات لم تعرف إلا في زماننا الحاضر
 وكذلك تبين لنا أننا مازلنا بعيدين عن حقائق علميه جديدة علينا
ولم يكتشف علماء الفيزياء والفلك الا بعض من أطراف تلك العلوم
والله اعلم بما سيعلم ويكشف للانسان في المستقبل من تلك الحقائق والعلوم

" وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً " 

إن الإسراء والمعراج حدث عظيم لأعظم إنسان ,,
وفيه كما أسلفت دلالات علميه على صدق حدوثهما ،
فإن انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم بالبراق مع جبريل عليه السلام
في رحلة الاسراء من بيت الله الحرام في مكة المكرمة الى بيت المقدس في فلسطين
 وصولهم في نفس التوقيت بين البلدين فيه اثبات علمي لخطوط الطول الزمنيه..
 فمكة المكرمة وبيت النقدس على خط زمني واحد وتوقيتهم واحد

فلم يكن الإسراء من مكة ليلاً ونهاية الرحلة فجراً او عصراً بل كان الاسراء ليلاً
ووصل ليلاً بل وفي نفس اللحظات من نفس الليله

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في اول اية من سورة الاسراء :
فترة زمنية ارضية واحده " ليلاً "
وذكر مكانين البيت الحرام وبيت المقدس
اذاً فالزمان ثابت بينما المكان تغير
بحافز السرعه المقدره لثبات الزمن

وبهذه المعجزة التي تجاوزت مفاهيم البشر ..
التقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أرواح الانبياء والمرسلين
الذين كانو في أزمنة ماضية متفاوته ..


فسبحان من أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

--------


" ثم لنعرج بتأملاتنا نحو رحلة المعراج "

حيث كانت الرحله أسرع والمكان أبعد
وطبيعة تفاوت الزمان وانعكاسه أغرب وأعجب

فالإنتقال الأن من الأسفل إلى الأعلى
وسمي "معراج" لأن أمكنة الكون ومقاييسه .
تختلف عما نعرف في أرضنا ومجالات الفضاء التي ندركها بما علمنا الله سبحانه

فلو قلنا انه مجرد إرتفاع وصعود من الارض للسماء ،
لكان الجزء الاخر من الأرض لا ترى منه السماء ..
ولكان ذلك الجزء من الأرض يرى السماء سفلى والأرض هيا العليا
 وبالجهة المقابله من الأرض يرى السماء فوقه

وإلا كيف نفسر ان السماء ترى فوق من كل جهة من جهات الارض الكرويه ؟

اذاً فهي مقاييس مغايره عما ندرك في عقولنا وعما نعرف بمقاييسنا الارضيه

والصعود الفعلي الحقيقي للسماء يكون عبر معارج وبوابات للسماوات
ومساحات لا نعلم ماهيتها بين كل سماء وأخرى

وهذا العروج من الارض الى السماء وبين كل سماء وسماء
 هو انتقال وسفر عبر الأبعاد الزمنيه والمكانيه..
 واختراق كامل لكل الظواهر والقوانين المعروفه
 حتى للقوانين التي سيكتشفها البشر لأخر يوم لهم على الأرض

وبما ذكرنا من خلاصة النظرية النسبيه في أول الموضوع من رؤيتنا لنجوم في السماء
قد كانت في هذا الموضع منذ ملايين السنين واختفت وانفجرت وتلاشت ..
 ولكننا في الاسفل نرى الماضي البعيد للأشياء العلويه وأن مواقع النجوم لو وصلنا إليها ..
فإننا سنرى مستقبل كل شيء في الأسفل منا ..

فعلى هذا الأساس "والله أعلم" فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج
لم ينتقل عبر الأبعاد المكانية فحسب بل كان انتقاله كذلك عبر الأبعاد الزمانيه ..
 بدليل انه رأى أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار

" ما كذب الفؤاد ما رأى ,لقد رأى من آيات ربه الكبرى "

بتجاوزه السماء السابعه وبوصوله لسدرة المنتهى ..
قد تجاوز كل الأزمنة وكل مقاييس الزمان
حيث قد انتهى كل مستقبل لكل شيئ دونها في السموات السبع والأرضين السبع
واجتمع في هذا المكان كل مقاييس الزمان من ماضي وحاضر نعيشه الان
 ومستقبل سنعيشه او حتى ما بعد فناء كل شيئ

لقد رأى عذاب المعذبين ونعيم اهل الجنه وكأن كل شيئ قد انتهى
 وفي واقع الدنيا  التي لم يزل هناك واقع يعيشه الموجودون فيها .

ولكن نحن مسجلين بعلم الله في اللوح المحفوظ وكل ما سنقوم به
وكل دبيبة نمله وسقوط ورقه وكل حركة وسكنة لكل شيئ
 قد كتب لكل شئ مستقره ومسنودعه ومصيره وأبعاد تأثيره ..
إلى أن يفني الله الدنيا وما عليها

لا من باب التقييد بالمكتوب علينا ولكنه مكتوب بواقع علم الله الذي لا يحده زمان ولا مكان
 هو خالق كل شيئ وخالق الامكنة والازمنة كلها
ومقدر كل شئ في تشابك مهيب مهول للأقدار وترتيب الأحداث وتسيير الأمور
مع تداخلها وتضاربها وتجاذبها وتباعدها ومسبباتها واختلافها
بين كل مخلوق ومخلوق في كل الكون في الدنيا والاخره

ثم عاد رسول الله صلى عليه وسلم الى فراشه الشريف .. 
 فوجده دافئاً وكأنه لم يتركه الا لحظات من عمر الارض..
 بعد رحلة معجزة طوى له الله بها الزمان والمكان .. 

ووجد ان الوقت لم يتغير عليه وكأن كل ذلك لم يكن الا في لحظات من عمر الارض .. 

فكانت رحلة فريدة من نوعها .. 
اختص بها الله عبده النبي المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم وحباه بالخصائص
 القدره التي تمكنه من تجاوز طبيعته البشريه ليستطيع ان ينتقل عبر الأبعاد 
وهو مازال حياً بروحه وجسده وما زال من أهل الدنيا .. 

فسبحانك ربنا العظيم ما أعظمك
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير

أنت الأول فليس قبلك شيئ
وأنت الأخر فليس بعدك شيئ

سبحانك يا واحد يا أحد يا صمد يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد

اللهم إن كنت قد أخطأت فمن نفسي فاغفر لي
وإن كنت قد أصبت فالفضل لك والفتح منك وحدك

وأخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

الاثنين، 11 يونيو 2012

خواطري


بعض ما خطر على بالي ..

وكتبتها كما هي ..
في صفحتي على الفيس بوك
وفي تغريداتي على تويتر

وقرأتهم  بعد فترة .. فأحببتهم ولم أندم على كتابتهم

وقررت أن أجعل لمدونتي البسيطه نصيب فيهم

وحقوق النشر مفتوحه للجميع  .

أسأل الله أن ينفع بها وبكم

وأترككم مع " خواطري التي عشقتها  " : 

_______

* لولا أن أرقى وأجمل حالات الحياة هي في البساطة
، لما اختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه وقد حيزت له الدنيا بما فيها


* تعلمت أن أصبر على كل شيء ..
إلا على سوء الخلق وقلة الذوق والإحترام ، فالصبر عليهم ظلم للنفس


 * مهما ابتليت وكانت معاناتك فاحرص ألا تفقد ثلاث :
"دينك"و"أخلاقك"و"صحتك"
 فالمحافظه عليهم هو علامة اجتيازك للإبتلاء بنجاح


* لكسر العاده وتجربة شيء جديد ثلاثة فوائد :
(١) أن تقتنع بعادتك وتلتزمها
(٢) أن تقنع من عادتك وتتركها
 (٣) أن تتعدد خيارات عاداتك


* لست مثالياً، ولا أدعي الصلاح في افعالي وأقوالي وكتاباتي،
ولكني أيقنت بأني سأرحل وسيبقى أثري،
وأستحي من ربي أن ألقاه وقد تركت في إثري ما سيخزيني


*من لا يتحكم بانفعالاته لن يمكنه التحكم بأي شيء ،
ومن لم ينشغل بإصلاح نفسه فلن يصلح أي شيء ،
ومن لم يرضى بما لديه فلن يرضى وإن امتلك كل شيء


* اذا ابتليت بالتعامل مع الجاهل والأحمق والغضوب ..
 فكن شفيقاً عليهم ،حذراً منهم ، حكيماً معهم ..
وإلا أضاعوك وغدوت واحداً منهم .


* نخطيء فيستر .. نهمل فيمهل ..نقصر فيجبر ..نتوب فيغفر ..نعود فيعود ..
 ولا يزال بنعمته يجود .. سبحان ربي العظيم سبحانه الحليم الودود .



* ليس عيباً أن نخطيء، فالخطأ جزء من بشريتنا
.. العيب هو أن نبرر للخطأ ،وندافع عنه
..لمجرد أنه وافق هوانا، وانتشر ،وصار"عادي"




* اذا رفضت نصيحة ناصح لمجرد أنه قد ارتكب نفس الخطأ منذ زمن بعيد وتاب عنه،
 فلن يقبل أحد نصيحة أحد ..
لأن كل " ابن ادم خطّاء وخير الخطائين التوابين "


* لا تتضايق اذا عيرك أحدهم بأخطاءك القديمه التي تراجعت عنها ..
فهذه دلالة على انه لم يجد فيك خطأً جديداً
.. فاحمد الله على العافيه



* لا يحق لك وأنت تطلب حقك..
(1)أن تعتدى على حقوق الأخرين
(2) أن تطالب بما ليس من حقك وكأنه حق لك،
وقد أخطأ القائل:" اطلب باطل يجيك الحق"




* في الفتن .. حاول ان تتجنب الخوض مع الخائضين
  .. فربما ألقيت بكلمة لم تلقي لها بالاً تبلغ أفاق السماء وتجعل لك كفلاً من الفتته


* الافعال لا تكذب .. 
بل انها دائماً تظهر حقيقة النوايا
وصدق الاقوال ..
بفعل واحد تنقض الف كلمه 

والف كلمه لن تمسح اثر فعل واحد 
مالم يصاحب الكلمة فعل يؤكدها


* أحسن الناس خلقاً وأنبلهم طبعاً..
من يعامل خلق الله كما يحب أن يعامله الله ..
 و راقب الله في نفسه ولم يتبع هواه


* إنما الدنيا فتنة وبلاء .. مابين شدة ورخاء
متقلبة ضيقة قصيرة فانيه..،
 قد خسر مهما كسب من كانت لها نيته ، وانتهت فيها غايته



* الكذب كله سيء ..
 وأسوئه أن يفتري الإنسان الكذب على الله ورسوله ..
ولو كان لغرض الدعوه الى الحق فالحق لايؤتى بالباطل



* قيمة وجمال الحياة تزداد طردياً مع ازدياد قيمتك ومحبتك في قلوب أقرب الناس منك ..
وأنت بطبيعتك بلا تكلف



* من فضل الله على الإنسان أن عوامل سعادته الحقيقيه غير مكلفه ،
وفي متناول الجميع مهما كان ظرفه ..مجرد كلمة طيبه وابتسامه صادقه ومعامله حسنه



* لا تحزن اذا سرقت منك أفعالك النبيلة وكلماتك الصادقه ونسبت لغيرك ..
دعها لهم في الدنيا واستمتع بمشاهدة أثرها الجميل، واحتفظ بسر ثوابها عند الله



الناس طباع وأمزجه ومدارك وتجارب وظروف
وشخصيات مختلفه..عامل الناس بقدر عقولهم ..
ولا تعاملهم بافتراض انهم مثلك وبتفكيرك.
حتى لا تتعبهم وتتعب منهم .



* اذا أكرمك الله واستعملك في السعي على قضاء حوائج الضعفاء ..
فلا تحزن ولا تيأس اذا تأخرت أرزاقهم ، فالرزق وموعده بيد الله وحده




* إن اليتيم الذي أكرمته والأرملة التي أويتها ليس لك عليهم فضل ،
بل هو تكريم من الله لك وفضل منه أن وفقك وأعانك واستعملك وتقبل منك .




* استحضار النية لله في عمل الخير ،
يقوي العزيمه ويشرح الصدر ويبارك بالعمل ويزيدك منه
 ويجنبك الملل والكلل والبخل



* طوع نفسك واجبرها على تلاوة القرآن  والتدبر والتفكر بآياته يومياً ..
إلى أن تدمن عليه ويكون أنسك وربيع قلبك ونور حياتك



* حين تعشق قراءة وتدبر القرآن الكريم ..
 سيكون أنيسك في وحدتك ومتعتك في فراغك وسلوانك في حزنك ومهذباً لانفعالاتك


* عجبت لمن تفكر في أحوال الدنيا ولم يدرك بعد حقيقتها ..
وعجبت أكثر ..
ممن تفكر فيها وأدرك حقيقتها..
ولا تزال تغرّه ومازال يُفتن بما فيها .


* أمي ..
حبي لكي أعظم من مجرد كلمات وهدية وبضع وردات ..
كيف ليّ أن أوفيكي حقك وأنتي الوحيدة التي غاية سعادتها سعادتي ؟
يارب احفظها واسعدها و أكرمها .. ونولني وإخوتي برها ورضاها .



* قالت لي :
" كم اتمنى ان انزع من صدري ..
الأنا والغضب واتباع الهوى" ..
قلت لها :
"عليكي بتطبيق الإيمان ..
والتخلق بمعاني القرآن ..
وترجمة حبك لرسول الرحمن".



* فن التسامح :
" أن تغفر للمسيء لك شريطة ألا يعاود الإساءه إليك "
التسامح من خلال ذلك المعنى يعد قوة لا ضعفاً ..
اما غير ذلك فهو خنوع واستسلام .

_____

بعض النجوم قد تبهرنا ببريقها وكأنها ماسة نادره
على حريرة سوداء تضيء بنورها اركان السماء ،
 فاذا اقتربت من تلك النجمة ..
وجدتها مجرد جرم ملتهب لا جمال فيه .

وقد يكون ذلك الجرم البعيد اللماع مجرد كوكب أجرد ..
عاكس لضياء نجم ملتهب ، ولن تجد فيه..
الا الظلمة والاتربة الجافة والغبار والغازات السامه

فما اشبه ذلك ببعض من نظنهم نجوماً من البشر

_____


* يارحمن أسألك عفواً منك لا أحمل هم شيء بعده..
ومغفرة لاتبقي في موازيني ذنباً ولا إثماً ..
وحناناً من لدنك ورحمة لا أحتاج بعدهما لشيء أبدا



* ياودود حبب إلي ما تحب وححبني فيما تحب وأجبلني على ما تحب..واهدني لما تحب
 وجمل اللهم سري وعلني وأعذني من اتباع الهوى ومن مضلات الفتن



* ياربي إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني لحبك ..
اللهم أعني على هوى نفسي ليكون وفق ما تحب ،
واجعل حياتي فيما تحب وخاتمتي على ماتحب



* اللهم إن كنت في علمك على الحق فثبتني حتى ألقاك على ماتحب مني..
وإن كنت تعلم أني على غير ذلك فاهدني للحق واهدني إلى صراطك المستقيم



________________


شاكر ومقدر لكم قرائتكم

محمد المكوار 
maom75@gmail.com
http://www.facebook.com/dafoor
m_a_almikwar@