الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

" مفرخة الفقر " واقع وحلول مقترحه ..




إن الفقر داء عضال في جسد الوطن
حكومة ومجتمع وأفراد ..

لا يكفي أن ننتقده ونشتكي منه
ولن نقضي عليه بالمسكنات المؤقته
ولا بإنكار وجوده ..

علينا أن نسعى بحلول جاده ونطبقها
لبتر أجنحة " الفقر " المتمثلة بـ ..

(1) الفساد بأنواعه .
(2) الجهل بمقاصد وغايات " الدين والحياة "
وبماهية التوافق والتنسيق بينهما .

ومن واقع تجربتي في البحث الإجتماعي للأسر الفقيرة
 ودراسة حالتهم تبين لي أن هناك جهد خيري ضخم من جميع الجهات
فالدولة أنشأت هيئة مكافحة الفقر، ومؤسسة الضمان الإجتماعي
ووزارة الشؤون الإجتماعية تنفق المليارات سنوياً على الفقراء.

وهناك إنفاق سخي بالخير بلا حساب ..
وجمعيات خيرية بإمكانيات هائلة ودعم حكومي من جميع الوزارات
ومجموعات تطوعية كثيرة جداً ، وأعمال خيرية فردية رائعة

ومع ذلك فإن عدد الفقراء والأسر الفقيرة تزداد سنة بعد سنة
وحالة الفقراء "القدامى" تزداد سوءاً في كل سنة عن السنة السابقة.

وهناك عدة مسببات رئيسية لهذا التناقض ..
بين حجم و كمية العمل الخيري وبين ارتفاع عدد الفقراء السنوي
وتفاقم حالة الفقر عند الفقراء المسجلين في العام الماضي ..

وأعتقد أن السبب الأول والأهم هو وجود " مفارخ الفقر" ..

والذي أحدد له مالا يقل عن ٥٠٪
من أسباب زيادة أعداد الفقراء رغم الإنفاق الخيري السنوي الضخم ..

هل سمعتم عن  " مفرخة الفقر " ؟ 

مفرخة الفقر ببساطة .. هي : 

" ذكر عاطل غير مسؤول يتزوج،
 فينتج "كوم" أطفال لا يدري عنهم،
ولا ينفق عليهم ولا يهتم بهم ولا بتربيتهم،
ثم يطلق أمهم أو يعلقها ويهجر أسرته بلا نفقه 
ليتزوج بضحية أخرى ، ويكرر مشروع إنتاج الفقر" . 


أي نعم .. الرزق بيد الله وحده ، وهو الرزاق ذو القوة المتين

وكما أنه من الخطأ أن نعتبر القاتل " هو المميت "

فالمحيي المميت هو الله عز وجل .

والقاتل مجرد "سبب" إنتهت به حياة القتيل .

وكذلك في حالة "مفرخة الفقر"

فالرزاق هو الله عز وجل وهو المعطي المانع

ومُفرِِِِِِخ الفقر هو " الذكر اللامسؤول "
الذي علق زوجته أو طلقها ..
وهجر أطفاله وأسرته بلا نفقة ولا رعاية..

يُعتبر سبباً أساسياً من أسباب زيادة الفقر وتفاقمه.

فهو يقدم مصلحته ومتعته على أي حساب آخر ..
ويتزوج وهو غير مؤهل مادياً ولا نفسياً ولا أخلاقياً للزواج ،
ثم ينجب بلا حساب وبلا تخطيط وبلا عمل ،
فهو عاطل خامل لا مسؤول .

وبفضل الله كلنا نؤمن بأن الله هو الرزاق
 وأن الطفل سيأتي ورزقه معه

جميعنا نعتقد كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه..
أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ،،
وأن علينا أن نعمل ونعقل ونتوكل قبل القيام بأي عمل مصيري.

لكنه مؤمن بأن الله هو الرزاق وأن الطفل سيأتي برزقه معه

لذا فهو لا يحتاج للعمل ولا للأخذ بالأسباب كي يرعى أسرته وينفق عليها

وهذا مثال صريح على " التواكل " لا على التوكل على الله .

.. ولو كان متواكلاً جاهلاً ، لقلنا أنه قد أنتج للمجتمع أسرة فقيره واحده

وهذه الحالة أخف وطأة على الحياة من الصنف الآخر ..


والذي يعتبر أكثر ضرراً من الصنف الأول "الجاهل المتواكل"
هو ليس فقط متواكلاً خاملاً جاهلاً  فقط ،،
بل هو مستحق للقب  "النذل " بجدارة وإستحقاق ..
بما يعنيه وصف النذالة تماماً ..

فهو الذي يهجر أسرته الأولى المكونه من زوجه ومجموعة أطفال

ليتزوج بضحية جديدة بمباركة من ولي أمرها اللامسؤول كذلك،
 فهو يعتبر ابنته عبئ ثقيل على كاهله ..
ويجب التخلص منه وتسليمه ولو لجاهل أو نذل ..

وإذا لم تكون هناك وسائل لمنع هؤلاء المفارخ
 من ممارسة سلوكهم المشين في المجتمع
فقد يكرر هذه النذالة مع ضحية ثاثة ورابعة ..

  إلى أن تنتهي طاقته أو تنتهي حياته ,,

أيهما ينتهي أولاً ..

ويكون قد ترك الدنيا وخلفه ضحاياه بلا مال ولا تربية ولا تعليم ولا مأوىً كريم  

ومن منطلق بحثي الإجتماعي -المحدود- في مدينة جدة

إلا أني مستعد أن أقدم أكثر من " 1000 " أسرة فقيرة تعاني من نذالة عائلها..

فكيف لو تم حصر وإحصاء جميع الأسر من واقع كل مناطق المملكة .


ومن واقع مسؤوليتي الإجتماعية كمواطن منتمي لوطني
وفرد من أفراد المجتمع ،  قمت بهذا الموضوع ..
بطرح المشكله الكبيرة بصورة مبسطة ،
 وتقديم بعض الإقتراحات والحلول المترابطه ، محاولة مني..
 للمساهمه في إقتلاع هذه المشكلة من جذروها..

وكل تلك الإقتراحات في مجملها تتعلق بتنظيم رسمي
يحد من تكوين مفارخ الفقر الجديدة . ويحد من حرية مفرخين الفقر .

ونشر الوعي الإجتماعي السليم للزوج والزوجه ..

وكل ذلك يصب في مصلحة الوطن والمواطنين
وحماية المستضعفين ، ووقف هدر الصدقات
ورفع مستوى الفعالية لأداء العمل الخيري ونتائجه .

_________________________________
.

* حلول مقترحه لمكافحة مفارخ الفقر : 


(١) يتم إعتبار أنه من شروط الزواج طباعة "برنت" تقرير تاريخي للحاله الإجتماعية
 من الأحوال المدنيه يوضح فيه عدد الزيجات السابقه وعدد أطفاله .


(٢) الشرط الثاني للزواج إستخراج "برنت" من المحكمه
يوضح إن كان هناك أي سوابق قضائيه للراغب في الزواج
تتعلق بالخلع والهجران والتهرب من النفقه.
أو قضايا أخلاقيه وإحتياليه .


(٣) الشرط الثالث لإتمام الزواج كشف صحي نفسي وعقلي
على المتقدم للزواج على غرار الكشف الطبي المعمول به حالياً.
حتى لا تظهر أعراض " التخلف العقلي الإجتماعي والمرض النفسي "
بعد وقوع الزواج وإنتهاء فترة التجمل والتصنع " فترة الخطوبة "


(٤) إنشاء مراكز تأهيليه لتقديم دورات للراغبين
بالزواج برسوم رمزيه  لتغطية نفقات المراكز
 " وتعتبر مساهمه في حل مشكلة البطاله ".
ويمنح شهاده على ضوء نتيجة اختباره
بأهليته للزواج ..
والمستوى النظري لتحمله للمسؤوليه .


(٥) يلزم الزوج مع توقيع عقد الزواج
بتوقيع ورقة تلزمه بالنفقه على الأطفال
في حالة الإنفصال ،لا سمح الله
 وتعهد بعدم الهجران والإضرار بالزوجه
بأن يعلقها دون طلاق .
" وتعتبر ورقه رسميه قانونيه يعتد بها
في المحاكم والجهات الرسميه "


(٦) يكون الزوج بهذه الأوراق والإلتزامات
قد أقر على نفسه العقوبه في حال الإخلال بها
والعقوبات تكون محدده بحسب بيان محدد
وواضح ، وليس على مايراه القاضي .


(٧) العقوبات يجب أن تكون رادعه وبحجم
الضرر الذي تسبب به "الزوج" اللامسؤول..

تبدأ من تعميم إيقاف الخدمات على هويته الوطنيه ،،
ومنعه من الزواج بأخرى حتى يقوم بحق الأولى وأطفاله منها .
ومنعه من السفر تماماً كالمطلوبين الأمنين ..
 والمتهربين من تنفيذ الأحكام القضائيه

وان كان لديه وظيفه يتم عمل استقطاع بنكي
مناسب لأسرته المهجوره .

وفي حالة هجر أسرته مع تعليق الزوجه بلا طلاق
 ، مع طلب الزوجه للخلع ، يتم إلزامه بالطلاق
 أو أن يتم الطلاق غيابياً بالمحكمه في حالة تهربه وعدم حضوره..
لتستفيد الزوجه من حقها في الضمان الإجتماعي ..
 ولا تضطر للتسول وطلب المساعده .


(٨) اذا خالف وليّ أمر الفتاه تلك الإجراءات
وزوّجها بالإكراه والصغط لمن ثبت فيما بعد أنه  إنسان لا مسؤول
 ولديه سوابق اجراميه اجتماعيه ، فيتم تخيير الزوجه بالإستمرار
أو بالطلاق مع ضمان حمايتها وأطفالها وتوفير لهم حمايه إجتماعيه و ماديه .

مع عقوبة رادعه  للزوج وولي الأمر
المشتركين في جريمة تفريخ الفقر .


(٩) ليتم إدراج هذه المقترحات للمتابعه الرسميه وتنفيذ تلك الإجراءات
لابد وأن يتم إنشاء إدارات متخصصه لتطبيق وتنفيذ هذا النظام الإجتماعي رسمياً
الذي يحمي المرأة والطفل ويحد من تلاعب بعض الذكور في بنات الناس
وإنتاج مزيداً من الأسر المهجوره الفقيره

والتي ستكون عبأً على الدوله ، وعلى الجمعيات الخيريه ، وعلى أهل الخير
وهدراً للصدقات وللجهود المبذوله في العمل الخيري

والتي كان من المفترض أن تكون للفقراء الضعفاء المستحقين
الذين تعرضوا لظروف قاهره جعلتهم يحتاجون للمساعده .

ومن الهدر للصدقات وللأعمال الخيريه مالاً وجهداً ووقتاً ..
أن ينفق نصف ذلك على إصلاح أخطاء ذكور غير مسؤولين
والقيام بدورهم وأمانتهم التي لم يؤدونها .


- هؤلاء الأطفال والنساء ضحايا  . 
والواجب الإنساني والذي يعززه الواجب الديني
 يفرض علينا الوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم ..

- لكن الأهم ،، علينا أن نرفع الظلم عنهم .
وعن الذين سيلحقون بهم والمشكلة أكبر من أن تقوم بها جمعية خيرية
أو جهه خيرية تنظيمية خاصه مهما كان حجمها
لن يتم تطبيق وتنفيذ أنظمة الحماية الإجتماعية مالم نتفق على خطة عمل
بدعم حكومي تطبيقي وتنفيذي ومساندة الجمعيات الخيرية وأهل الخير
وتفعيل الإعلام التوعوي ، تفاعل رواد الإعلام الجديد لمكافحة هذه الظاهرة السيئه
التي تتسبب في ظلم الكثير من الضعفاء وفي اضعاف دور العمل الخيري في البلاد.


_________________

أخيراً .. وليس آخراً .. 

ربما يراها البعض حلول صعبة أو شبه مستحيله ، وأنها مجرد أحلام وردية لمجتمع فاضل
لكني أرى أنها حلول جذرية بإمكانيات متوفرة ولا تحتاج إلا الصدق في النية والإرادة والعزيمة

وإقامة العدل ومكافحة الظلم ونصرة المستضعفين وحمايتهم يستحقون أن نفكر ونقترح الحلول
وأن نتكافل ونتعاون ونبذل ما باستطاعتنا وما يقدرنا الله عليه لتطبيق ذلك .

لست في موقع تشريعي ، ولا أبتغي من وراء ذلك والله يعلم إلا ما يبريء ذمتي أمام الله
 فيما عاينت من الظلم ، وأن أقدم ملاحظه و فكرة وإقتراحات .. ترفع الظلم وتكافح الفقر
وتحد من هدر الصدقات وتزيد من فعاليّة العمل الخيري .


وأسأل الله أن يسخر لهذه الفكرة والإقتراحات من يتبناها وأن يوفق دولتنا حماها الله
التي لم تقصر في بذل المال للعمل الخيري وتحفيز العمل التطوعي
وأن تأخذ بها أو بعضها ويتم تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع .
والله الموفق إلى سواء السبيل .

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .

_______________________

محمد عبد العزيز المكوار 
maom75@gmail.com
m_a_almikwar@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق