الأربعاء، 8 يوليو 2015

عفواً !! .. لماذا المطلقة ؟




" ساعدوني فأنا مطلقة وأعول كومة أطفال " 

,, جملة " إستجداء " وطلب للمساعدة أصبحت عادية ..
 ومتعارف عليها لمن يعمل في المجال الخيري والبحث الإجتماعي



 لماذا المطلقة تطلب المساعدة ؟؟
 والسبب أنها مطلقة !! 

 ولماذا هي من تعول أطفالها ؟؟
ووالدهم على قيد الحياة ومستطيع !!


 بحثت في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم 
 ولم أجد أن " المطلقة " من مستحقي الزكاة أو الصدقة ,, 

ولم أجد الحث على كفالة " أطفال الطلاق "
 كما في حالة كفالة القُصَّر الأيتام 

وعلى مرِّ الزمان ، وحتى في الجاهلية وقبل الإسلام ..
 وقبل التاريخ المدون للبشرية .. لم تكن " المطلقة "
مدرجة من ضمن الحالات الإجتماعية التي تستدعي المساعدة 
إلا خلال العقود الأخيرة ، وفي بعض المجتمعات فقط لا غير ..

قد تكون المطلقة محتاجة ومستحقة ، ليس لأنها مطلقة
 ولكن لظروفها المادية وظروف أسرتها ,, 
 أو إن كانت مقطوعة من شجرة ليس لها " عائل " ولا قريب 
من أب وأخ وعم وخال وأقرباء يعينونها على وعثاء الدنيا بعد الله 

خاصة في مجتمعات ليس للمرأة حركة إلا بوجود "محرم" أو " وليّ "

وأعتقد أن سلطة المحرم ودور الوليّ وقوامة الرجل على المرأة
من المفترض أن تتساوى فيها " النفوذ " مع المسؤولية "
وإلا كان جناية بإسم القوامة والولاية على  حق المرأة

فنتيجة السلطة بلا مسؤولية والنفوذ بلا أداء حقه ..
نراها رأي العين ,,
حين تحولت "المطلقة " إلى أكثر الحالات الإجتماعية
بين الأسر المحتاجة والمستحقة للزكاة
مع أنها ومن المفترض ألّا تكون منهم . 

وجزى الله ولاة الأمر خيراً أن شملوا المطلقة وأطفالها الذين تحت ولايتها 
بمستحقات الضمان الإجتماعي والشؤون الإجتماعية
مع أن الأطفال من مسؤولية المطلق ، والمطلقة من مسؤولية وليَّها .


وبإمكان الباحث عن الحقيقة أن ينظر في قوائم الأسر المسجلة
في الضمان الإجتماعي للمواطنات ، وبسجلات الجمعيات الخيرية
 سواءً للمواطنات أو المقيمات النظاميات
 و "غير نظاميات " من جميع الجنسيات 

سيجد أن نسبة الحالة الإجتماعية الأعلى " وبلا منازع " هي للمطلقات أكثر من كل " مصارف الزكاة الثمانية المذكورة في القرآن الكريم " . 

هنَّ أكثر الحالات المسجلة كأسر فقيرة ومحتاجة للمساعدة 
ولديهن " صك إعالة " يثبت أنهن مسؤولات عن إعالة أطفالهن
مع أن والد أطفالها " طليقها "  موجود ..

 وقد يكون متزوج من أخرى وأخرى وأخرى ومطلق لأخريات 
ولديه الكثير من الأطفال الذين لا يعولهم ,, 
ويترك إعالتهم على طليقاته " بصك إعالة " يريحه من مسؤولياته 


والغريب في الأمر ..
أن الأب المطلق لا ينفق على عياله
وعلى الأم أن تتنازل عن إعالة الأب لهم " بصك محكمة "
لتحتضن أطفالها ولا يحرمها من فلذات كبدها 


وترى المطلقة تعيش على الصدقة والزكاة والضمان الإجتماعي
 مع أطفالها على مستوى الفقر .. أو تحته قليلاً 

في حين أن والدهم الذي تنازل عن إعالتهم يعيش حياته " بالطول والعرض " 
يتزوج ويطلق ويتزوج .. ويتنازل عن أطفاله الأخرين " بصك " شرعي
ويتفنن بتفريخ الفقر في المجتمع .


لست أعرض مشكلة جديدة أو غريبة
ولكني أذكر بها ,, وأضع تحتها " خط" أحمر عريض
وأظلل عليها بماركر أصفر فسفوري

وهناك حلول جذرية ،،
 ولا إدري إن كانت تصلح للتطبيق في مجتمعنا .. 


- منها ما ذكره المبدع أحمد الشقيري في خواطره الأخيرة
 بحلقة " تكتيكات زوجية " عن رخصة الزواج في ماليزيا
 والتي لا يتم الزواج إلا بالتأهيل للحصول عليها .

- ومنها منع " المطلق " اللّا مسؤول من الزواج بأخرى
طالما قد تنازل عن إعالة أطفاله من مطلقته
لأنه إن كان قادراً على الزواج والإنجاب والنقفة
 فمن باب أولى أن يعف عياله عن أخذ الصدقة 

- ومنها إلزام " وليّ " المطلقة إن كانت لا تعمل وليس لها مصدر دخل
بسترها ، وإيواءها ، والإنفاق عليها بما يغنيها عن السؤال والحاجة 
بحسب إستطاعتهم وقدرتهم .

ومن الآخر ,,

فلا خير في رجل مقتدر يلوي ذراع طليقته بالتنازل عن نفقة عياله
 ليتركهم لها " مع تحفظي على مسمى رجل لهذا الصنف من المخلوقات " .

ولا خير في أقرباء يتركون " إمرأة " من لحمهم ودمهم
 تحتاج وتطلب المساعدة من الأغراب وهم قادرون على إعالتها وكفايتها .






________________
محمد عبد العزيز المكوار
9 - 7 - 2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق