- المؤذن : " الله أكبر .. الله أكبر "
- قال : ما أجمل صوت المؤذن ..
ما أروع الآذان بهذا المقام
- المؤذن : " الله أكبر .. الله أكبر "
- قال : ياسلام ،، أشعر وكأني الآن في الجنّه ..
ها أنا في شرفة قصري الؤلؤي ..
أنظر لحدائق من أشجار طوبى العظيمه
تحيط بها ملايين من النخلات الذهبيه والأشجار الزمرديه..
بقطوف دانية وثمار يانعه ..
ومليارات من الورود والأزهار ..
التي تحتار أيهما أجمل من الآخر ؟ منظرها أم عطرها ؟
ما أروع أنهاري التي أعطانيها الله جل في علاه ..
فهذا نهر من لبن والأخر من خمر لذة للشاربين ..
وذلك من ماء غير آسن وذاك من عسل مصفى ..
أرى أكواباً موضوعه ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثه ..
أرى في مملكتي قصوراً وحوراً كأنهن الؤلؤ والمرجان ،،
وملائكة يدخلون عليّ من كل باب ..
محملين بالهدايا الربانيه التي لا تخطر على بال
لدي كل ما أتمنى وفوق ما أتمنى
لدي ماتشتهي الأنفس وتلذ الأعين
ومالايخطر على قلب بشر
لا تعب ولا نصب ولا حزن ولا مرض ولا موت
وأينما جلت ببصري رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ..
إنها عيشة راضيه في جنة عاليه قطوفها دانيه
أماني محققه ، وطلبات مجابه ، وتنوع وزياده ..
نعيمٌ لا ينقطع ، وسلاماٌ لايتبدل ، وملك لا يبلى ، وعمر لا يفنى ..
وقرة عين لا تنقطع و سعادة أبدية سرمديه ..
.. تنهد بشوق ... ثم قال : هنيئاً لي .. ذلك الفوز العظيم ..
_______
... إنتهى الآذان ..
فاحتسى ما تبقى في الكأس من " خمر " الدنيا ..
وتغطى ونام ،،
وأكمل في أحلامه باقي تأملاته لنعيم الجنة ..
وما أعد الله فيها لعباده " المقربين " ..
فمقامه في أحلامه أرقى من أن يكون من أصحاب اليمين .
_______
هذا أحد أمثلة " الضامنين لأنفسهم الجنّة "
المتواكلين على أمانيهم و على إيمانهم بأفواههم ,,
وأعطاهم مفاتيحها فيدخلونها " على مزاجهم "
..
وعلى النقيض من الأول ..
هناك من يصلي لا يفتر ويصوم ولا يفطر ..
فيتواكل على عبادته ويمنّ بإسلامه ..
فيغتر بدينه وعبادته .. ويضمن لنفسه الجنّة ..
ثم يتمادى فيتجرأ على تقسيم رحمة الله ..
ويصنف الناس .. هذا في الجنّة وذلك في النار
وقد يكون إجتهاده في العبادة مجرد عاده ..
فلا هو يستشعر بها ..
ولا سلوكه يدل على تحقيق مقاصد الإسلام في حياته ..
وأخلاقه ومعاملاته مع الناس وحقوقهم ..
لا تصدر ممن يؤمن بالله واليوم الآخر
فأي عبادة وأي إيمان .. !!
ونورهما لا ينعكسان على سلوك وروح الإنسان
_____
هما .. ( توأمان متناقضان ) ..
- مؤمن لا يحقق مقاصد الإسلام من إيمانه ..
- ومسلم لا يحقق مقاصد الإيمان من إسلامه .
,,,,
كلاهما .. ضامن لنفسه الفوز بالجنّة ،
وضامن للآخر دخول النار وبئس المصير .
وكلاهمها " مغرور "..
ذلك بأمانيه والآخر باجتهاده .
فالأول مؤمن بلا إسلام .. والثاني مسلم بلا إيمان
______
مجرد خاطرة ..
فإن أخطأت فأستغفر الله فذلك من نفسي ..
وإن أصبت فالحمدلله فذلك من فضل الله عليّ .
____
محمد عبد العزيز المكوار
2012-9-1