الشهادة في سبيل الله ..
إحدى الحُسنَيين
لا يدرك عِظم مكافئتها إلا من نالها
وشاهد كراماتها بنفسه حينما إستشهد .
هي خاتمة حسنة بلا شك ،
يتمناها المؤمن بالله ويدعو الله لتُكتب له
وبالرغم من حُسنها .. وكرامة من ينالها ..
إلا أن ذلك لا يقلل من قدر الإنتصار في سبيل الله
ولا يحط من كرامة المنتصرين الذين لم ينالوا الشهادة ..
ومن خلال تأملي في ظلال حكمة الله
بالترغيب في الموت في سبيله
وإبراز فضل الشهادة وكرامة الشهيد ..
وجدت أن من حكمته سبحانه وتعالى :
"مجابهة فطرة الخوف من الموت عند الإنسان ..
بتعزيز مفهوم الشهادة وتبيان فضلها "
فالمؤمن اذا آمن بأنه لو مات في سبيل الله
مقبلاً غير مدبر ، سيكون أكثر جراءة وشجاعة
فما الذي يوقف أو يهزم جيشاً لا يخاف الموت
بل ويستبشر بالشهادة إن كتبها الله له .
وعندما يقتل رفقائهم أمامهم
لا يرعبهم ويثبط عزيمتهم
بل يزيدهم " رؤية الشهداء " قوة وحماساً وإستبشاراً
ليواصل الأحياء منهم طريقهم .. " لتحقيق النصر" .
إذاً فالشهادة ليست غايه ..
بقدر ماهي محفز للنصر وللشجاعة .
فإن ختم الله لمجاهد في سبيله بالشهادة
فهي مكافئه عظيمه للشهيد .
فالله لم يأمر بالجهاد في سبيله لنموت ..
بل لننتصر ونحقق مقاصد الجهاد دون خوف من الموت
فالنصر مكافئة الأحياء والشهادة مكافئة من قتل في سبيل الله
ولو كانت الشهادة هي المقصد للجهاد وليس النصر ,,
لم يكن هناك داعي للكر والفر والتخطيط للنصر
والخروج بأقل الخسائر في الأرواح .
الشهادة إحدى الحُسنيين ..
والنصر رديفها في الحُسن .
لكننا فهمنا " خطأً " وتَعزز في عقولنا ..
أن الشهادة أعظم من النصر .
فكان التركيز في الخطاب الديني على شطر الحُسن ..
فنشأ جيل هدفه الموت لا النصر .
الشهادة بلغنا الله إياها
ليست هي من دحرت المعتدين
ولا من دافعت عن الأمة في أحلك ظروفها ..
ولا هي من نشرت الدين ودافعت عن المظلومين في أطراف الأرض إنما هو " النصر"
، وكانت "الشهادة" مكافئة لمن قتل في في سبيل الله وهو يسعى لحياة أُمته والدفاع عن قيّمه .
الشهادة فوز عظيم ..
لكن عندما تأتي وأنت تدافع عن الحق ،
أو تنصر الحق أو تقاتل الى جانب الحق بالحق ..
وهي التي تأتي إليك لا أن تلقي نفسك بها لتنالها ..
ومن أسباب نكسة الأمة وإنكسارها ,,
1-أن كثيراً من أهلها قد أصابه الوهن ..
" حب الدنيا ، وتناسي الآخرة "
2-أما المؤمنين الذين يحبون لقاء الله،
والذين يعوّل عليهم تحقيق النصر ..
فقد أحبوا الموت وأبغضوا الحياة، وأرادوا الشهادة لأنفسهم
ونسوا أن النصر رديف الشهادة .
وأن النصر كرامة للأمة ، والشهادة كرامة للفرد
وأن الموت والحياة بلاء من الله للإنسان ..
قال الحق تبارك و تعالى :
" هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً "
فخُذِلَت الأمة من نقيضين ..
- قسم ركن إلى الحياة وكره ذكر الموت
- والقسم الآخر ركن إلى الموت وأبغض الحياة .
_____
هذا ما لاح لي بفضل الله
قليل من الحكمة الظاهرة في فضل الشهادة وكرامة الشهداء ..
فحكمة الله بالغة لا يدرك كامل حكمة الله إلا هو الحكيم العليم .
اللهم إن أخطأت فمن نفسي ،
وإن أصبت فبفضلك وحدك وتوفيقك
________________
محمد عبد العزيز المكوار
6-12-2012م