الأحد، 7 أكتوبر 2018

حالة “أُم العروسة"




س1: ماهي حالة أم العروسة ومن هم المعرض للإصابة بها ؟ 

ج1: هي حالة من الاضطراب النفسي 
وقد تصيب النساء ،والرجال ..الكبار منهم ،والصغار ..

_______

س 2: هل هي حالة طبيعية أم غير طبيعية  ؟

ج 2: تعتبر الحالة "طبيعية" ،، إذا كانت عابرة ،ومؤقتة ،وتزول بزوال العارض الذي تسبب بها
.. تماماً "كأم العروسة" التي تضطرب خلايها العصبيك لفترة مؤقتة ،، وتزول "الحالة" بانتهاء زفاف ابنتها.

أما إذا كانت الحالة دائمة ..
قد وضع الإنسان فيها نفسه ،واطمأن بها قلبه ،، فاستقر بها ولبسها ولبسته ،، 
وتحولت إلى عادة ،وطبع.,, فالوضع هنا غير طبيعي .، وغير مريح أبداً .

_______

س3: هل الدخول في حالة أم العروسة اختياري أم إجباري ؟ 

ج3 : تعتبر هذه الحالة "خياراً" من ضمن العديد من الخيارات التي تطرح على الطاولة 
أمام من يتعرض لضغوطات ،وصدمات ،وتجارب قاسية 
،فهناك الكثير ممن تعرض لنفس الظروف وأكثر لكنه لم يختر الدخول إلى حالة " أم العروسة"
وذهبوا إلى خيارات أخرى فساعدهم ذلك على تجاوز المحنة بلا خسائر نفسية . 

إذاً فهي حالة "اختيارية" استسلامية ..
يضع الإنسان نفسه في إطارها
بسبب نوعية تفكيره ،ونظرته للأمور
،ونتيجة لتجارب مُرَّة مَرَّ بها في حياته
وليست حالة يُجبر عليها الإنسان .

________

س 4: ماهي الأعراض المصاحبة لحالة أم العروسة ؟ وماهي آثارها وأضرارها ؟ 

ج 4: الاهتمام "الزائد" بكلام الناس ،والمبالغة بمراعاة مشاعرهم ..
إلى درجة تؤثر فيها على اتخاذ كل القرارات الحياتية الخاصة ،والعامة ،، البسيطة منها ،والمصيرية ..

أما عن أضرارها ومعاناة المصابين بها :

فإن هذه "الحالة" تؤثر سلباً على صحة الإنسان ،ومزاجه العام ،
واستقراره النفسي ،والأسري .

كما أن كل متطبع بحالة "أم العروسة"
يعاني من عذاب الضمير الغير مبرر
ومن ظلم الذات بجلدها المتواصل 
ومن الأرق ،، وحتى إن نام فلا يهنأ بنومة مريحة

ومع الوقت قد يصاب بأنواع الحزن ،والاكتئاب ،، بلا سبب حقيقي .

ومن الآثار السلبية للمصابين بهذه الحالة ،، 
الميل إلى الخوف في أوقات الأمن والسلام ،، 
والمعاناة من فواجع الأوهام ،، فيمنع نفسه من السعادة وهي بين يديه .

فأي بال مرهق ، وشد عصبي
ومعاناة ،وحرمان ،وحياة متعبة يضع الإنسان فيها نفسه باستسلامه لحالة "أم العروسة" .

________

س5: هل يدرك الإنسان بأنه مصاب بحالة أم العروسة ؟ 

ج5: في الغالب يظن المصابون بهذه الأعراض بأن حساسيتهم مفرطة
وطيبتهم زائدة ، وإنسانيتهم عالية ..

ومع تنامي معاناتهم يوماً بعد يوم ..
ووجودهم الدائم في خانة ضحايا "الاستعباد العاطفي" وتعرضهم لشتى أنواع الاستغلال ،والقهر الاختياري

إلا أن المصاب بحالة أم العروسة يعتبر أنه يمتلك سمات شخصية بشرية مميزة ،بل وقد يفتخر بها .

وحقيقة الأمر ..
فإن حالة أم العروسة "الغير طبيعية"
عبارة عن تشوهات سلوكية
،وعيوب في الشخصية ..
،وتراكم محزن من العقد النفسية

"ومع احترامي لمن هم كذلك"

لكن لا يمكن لمشكلة أن تُحل
مالم توصف وصفاً حقيقياً
بلا تجميل ،ولا مجاملة. 


———-

س6: كيف أتخلص من هذه الحالة ؟ 

ج6: للتخلص من حالة أم العروسة ..
عليك أن تشمل "نفسك" فيمن تحب

زد من جرعات الإيمان بقلبك
،وارفع من مستويات الثقة بعقلك ،ونفسك

ردد بقلبك دوماً بأن عليك لنفسك حق
وبأن قلبك يستحق الطمأنينة
وعقلك يستحق الهدوء
وأنت تستحق راحة البال

ولن يحدث ذلك قبل أن تُعرض
عن الجاهلين ،والفارغين ،
وأن تحظر السفهاء ،
ومرضى النفوس من حياتك ..

فهذه الفئات لن يعجبهم مافعلت ،وما تفعل
ولو كنت نبياً من أنبياء الله ،،

وسواءٌ عليك فعلت أم لم تفعل
،، فَلن تسلم من كلامهم ،وأذاهم .

.فالناس لن يرضوا عنك
.. وإن اتبعت ملتهم ،،

وفي النهاية .. لا سمح الله
لن يتضرر سواك ،
وسيلحق الضرر من له علاقة بحياتك وقراراتك .

فلا تعطيهم أكبر من حجمهم الحقيقي ،، 
ولا تفكر برأيهم فيك ،وفيما فعلت ،، ولا تهتم أبداً بما يقولون

______

ومن الآخر ..

فإن كانت قراراتك ،وخطوات حياتك ..
لم تعتدي بها على حق أو الأخلاق ،والذوق العام ،،

ولم تؤذِ أحداً ،،

فلا عليك من أحد .

وسلامتكم من حالة "أم العروسة".





____________
#محمدالمكوار

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

دوامة ..




في عز الاختناق المروري وجد السائق موقفاً يبعد 30 خطوة عن باب المدرسة ،،والموقف في هذه الظروف الحالكة يعتبر " لقطة " وصيد ثمين .. 

وما أن همَّ السائق بالموقف حتى همَّت به السيدة .. 
تريد مني أن أمشي كل هذه المسافة إلى البوابة !!!!؟

فهم السائق من "نبرة" صوتها أن عليه التفريط بالموقف وأن يمضي قدماً لينزلها أمام البوابة 
ثم " يدبر نفسه " في دوامة الزحام حتى تخرج لتجده أمام الباب مباشرة

وبعد ربع ساعة قضاها بلا موقف .. بين صراخ الأمن ,, وصراخ السائقين .. وصراخ بواري السيارات 
وقد طاف حول المدرسة 6 مرات .. 
وهو يأمل في كل مرة أن  يصادف خروجها لحظة مروره أمام الباب .. فيكفى شرها 

إلا أنها لم تمهله لإكمال طوافه ،، 
فبعد الشوط السادس خرجت ولم تجده أمام الباب فكانت الطامة 

قامت بالاتصال عليه بمجرد تجاوزها فتحة الباب .. 
وكان الشر يقطر من عينيها .. 

" أين أنت يا حيوووان .. أنا ،وابنتي واقفون تحت الشمس من  ساعة .. تعال على الباب بسرعة يا حيوان

والسائق في اللفة السابعة وأمامه السيارات تسير بخطوات السلاحف ،، والأمن يصرخ والبواري تصرخ 
والطالبات مع الشغالات والأمهات يقطعن الشارع أمامهن محدثين زحاماً فوق الزحام 

وكل نصف دقيقة خلال الدقيقتين التي سبقت وصوله إليها كانت تتصل عليه  
وفي كل اتصال كان الصراخ أعلى ،والشتائم أقبح  .. 

وحين وصل .. نزل بسرعة ليحمل الحقيبة ويدخلها السيارة ،، 
وحصل على صرخة وشتمة أخيرة أمام جمهور الطالبات ،والشغالات ،والأمهات
 ،ورجال الأمن ،وأصدقاءه السائقين 

وانتهت القصة

للأسف هذه القصة حقيقية ,, وقد حضرت تفاصيلها بنفسي ، يوم الإثنين 1 اكتوبر 2018م 

ولم تكن أول مرة .. فقد حصلت امامي عدة مرات بسيناريوهات مختلفة قليلاً ،وشتائم مختلفة .. 

واعتقد أن كثيراً من الأباء ،والأمهات الذين يحضرون بناتهم من المدرسة 
قد شاهدوا مثل هذه القصة مرة واحدة في حياتهم على الأقل ... 

 وددت أن أتدخل وأقول لهذه السيدة أن ما تفعله " عيب " في حقها ،وحق ابنتها 

وأنها بهذه " الأخلاققد قللت من قيمتها ،وأهانت نفسها 

وأن سائقها ليس عبداً عندها ،، 
كما أنه لم يخطيء 
بل هي من أخطأت من أول الموقف إلى آخره 

ولكن سيدة بهذه الطباع ،والأخلاق إن كلمتها فقد تتهمني بالتحرش 
أو قد أنال من بعض مواهبها بالشتم ،والصراخ ،ومما أنا في غنى عنه 

من المؤكد أن هذه السيدة عندها ظروف خاصة ,, 
وأتفهم أن تلك الظروف خلقت فيها ذلك الشخص المزعج البشع 

فمن فراستي المتواضعة ..  أظن بأنها تعاني من اضطرابات عصبية ،ونفسية ،،
 ،وصداع نصفي مزمن ناتج عن مشاكل لا حصر لها مع زوجها الذي يعاني من تعكر مزاجها الدائم 

ووالدتها التي تعاني من استغلالها واهمالها في نفس الوقت 

ومع من هي على علاقة مباشرة معه من بقية أهلها 

ناهيك عن علاقات مريضة مع صديقاتها مبنية على الاستعراض والتباهي 

،وعلاقة تنافسية مضطربة مع زميلاتها ،وزملاءها في العمل 

كما أظن والله أعلم بأنها محدثة نعمة ،، وعندها عقد نقص كثيرة 
وتعوض كل ذلك في العدائية ،والتنمر على الضعاف وعلى المسالمين من خلق الله 

وهذه الشخصية المستفزة في الغالب ترى نفسها دائماً على حق .. وإن كانت تسبح في الباطل 

وترى نفسها مظلومة بينما هي ليست ظالمة فحسب ,, بل قد تكون طاغية 

ومهما كانت ظروفها التي اكتسبتها من سلوكياتها الخاطئة ،،
 والتي تجر بعضها بعضاً في دوامة من المشاكل والأخطاء 

مما نتج عنها هذا الموقف السقيم مع السائق المسكين الذي اضطرته قساوة الحياة أن يتغرب 
ويبتعد عن زوجته ،وأطفاله آلاف الأميال .. ولسنوات من عمره المحدود ليسكن ،ويطعم ،ويلبس عياله الذي لا يعرف عنهم الآن إن كانوا أحياءً أو أمواتاً ,, أو هم في حالة شبع أو جوع ,, أو صحة أو مرض .. 

هم بعيدون عنه بالمكان ،ومن زمان بعيد ,, وهو بالطبع لا يحب ذلك ،ولم يتغرب من أجل سواد عيون السيدة 
ولكن لقمة العيش صعبة ,, وبكاء الأطفال من الجوع لا يحتمل

كما أنه رجل / حر /عاقل/ رشيد .. 
وفي عمر والد تلك السيدة الغاضبة 

،وهو لم يخطيء في حقها ،ولا في حق غيرها ,, 
فمن أين لها الحق بأن "تنعته" بالحيوان ؟؟؟؟ 
ومن أعطاها الحق بالصراخ عليه ،وإهانته ؟؟؟؟  

وهي ترى الزحام بعينها ، ورفضت الموقف المتوفر حتى لا تمشي عدة خطوات ،،
 كما أنه بالرغم من كل ذلك لم يتأخر عنها إلا دقيقتين ... ولأنها ترى نفسها مظلومة وصاحبة حق في كل المواقف 
فقد بالغت ،وكذبت في عدد الدقائق التي تأخرها ,, وكما هو المتوقع من هذه الشخصية فهي قد صدقت كذبتها 
وعاشتها ،وتصرفت على أساسها 

وإن فرضنا جدلاً أن السائق قد أخطأ .. 
فإنه حتى في هذه الحالة  .. ليس لها أدنى حق بإهانته ،والاعتداء على أدميته

ولو كان السائق لا يخاف الله ،، 
أو كان ممن يفقدون السيطرة على غضبهم 
ولم يكن له ذرية ضعفاء يحتاجون إليه ..

 لقتلها ،وأراح البشرية منها
 بغض النظر عما سيحدث له بعد ذلك

فنصيحتي لهذه السيدة ومن هم على شاكلتها .. من الرجال والنساء 

إن لم تكونوا تخافون الله في الناس 
فخافوا من غضبة الحليم 
وفجرة المقهور الذي لا حيلة له 

كما أنصحهم وبشد أن يزوروا متخصصين في العلاج النفسي والتعديل السلوكي 

وذلك لمصلحتهم ،ولمصلحة كل من ابتلاه الله بالقرب منهم واضطر للتعامل المباشر معهم .



وسلامتكم .


________
#محمدالمكوار