في عز الاختناق المروري وجد السائق موقفاً يبعد 30 خطوة عن باب المدرسة ،،والموقف في هذه الظروف الحالكة يعتبر " لقطة " وصيد ثمين ..
وما أن همَّ السائق بالموقف حتى همَّت به السيدة ..
" تريد مني أن أمشي كل هذه المسافة إلى البوابة !!!!؟ "
فهم السائق من "نبرة" صوتها أن عليه التفريط بالموقف وأن يمضي قدماً لينزلها أمام البوابة
ثم " يدبر نفسه " في دوامة الزحام حتى تخرج لتجده أمام الباب مباشرة .
وبعد ربع ساعة قضاها بلا موقف .. بين صراخ الأمن ,, وصراخ السائقين .. وصراخ بواري السيارات
وقد طاف حول المدرسة 6 مرات ..
وهو يأمل في كل مرة أن يصادف خروجها لحظة مروره أمام الباب .. فيكفى شرها
إلا أنها لم تمهله لإكمال طوافه ،،
فبعد الشوط السادس خرجت ولم تجده أمام الباب فكانت الطامة
قامت بالاتصال عليه بمجرد تجاوزها فتحة الباب ..
وكان الشر يقطر من عينيها ..
" أين أنت يا حيوووان .. أنا ،وابنتي واقفون تحت الشمس من ساعة .. تعال على الباب بسرعة يا حيوان "
والسائق في اللفة السابعة وأمامه السيارات تسير بخطوات السلاحف ،، والأمن يصرخ والبواري تصرخ
والطالبات مع الشغالات والأمهات يقطعن الشارع أمامهن محدثين زحاماً فوق الزحام
وكل نصف دقيقة خلال الدقيقتين التي سبقت وصوله إليها كانت تتصل عليه
وفي كل اتصال كان الصراخ أعلى ،والشتائم أقبح ..
وحين وصل .. نزل بسرعة ليحمل الحقيبة ويدخلها السيارة ،،
وحصل على صرخة وشتمة أخيرة أمام جمهور الطالبات ،والشغالات ،والأمهات
،ورجال الأمن ،وأصدقاءه السائقين
وانتهت القصة .
للأسف هذه القصة حقيقية ,, وقد حضرت تفاصيلها بنفسي ، يوم الإثنين 1 اكتوبر 2018م
ولم تكن أول مرة .. فقد حصلت امامي عدة مرات بسيناريوهات مختلفة قليلاً ،وشتائم مختلفة ..
واعتقد أن كثيراً من الأباء ،والأمهات الذين يحضرون بناتهم من المدرسة
قد شاهدوا مثل هذه القصة مرة واحدة في حياتهم على الأقل ...
وددت أن أتدخل وأقول لهذه السيدة أن ما تفعله " عيب " في حقها ،وحق ابنتها
وأنها بهذه " الأخلاق" قد قللت من قيمتها ،وأهانت نفسها
وأن سائقها ليس عبداً عندها ،،
كما أنه لم يخطيء
بل هي من أخطأت من أول الموقف إلى آخره
ولكن سيدة بهذه الطباع ،والأخلاق إن كلمتها فقد تتهمني بالتحرش
أو قد أنال من بعض مواهبها بالشتم ،والصراخ ،ومما أنا في غنى عنه
من المؤكد أن هذه السيدة عندها ظروف خاصة ,,
وأتفهم أن تلك الظروف خلقت فيها ذلك الشخص المزعج البشع
فمن فراستي المتواضعة .. أظن بأنها تعاني من اضطرابات عصبية ،ونفسية ،،
،وصداع نصفي مزمن ناتج عن مشاكل لا حصر لها مع زوجها الذي يعاني من تعكر مزاجها الدائم
ووالدتها التي تعاني من استغلالها واهمالها في نفس الوقت
ومع من هي على علاقة مباشرة معه من بقية أهلها
ناهيك عن علاقات مريضة مع صديقاتها مبنية على الاستعراض والتباهي
،وعلاقة تنافسية مضطربة مع زميلاتها ،وزملاءها في العمل
كما أظن والله أعلم بأنها محدثة نعمة ،، وعندها عقد نقص كثيرة
وتعوض كل ذلك في العدائية ،والتنمر على الضعاف وعلى المسالمين من خلق الله
وهذه الشخصية المستفزة في الغالب ترى نفسها دائماً على حق .. وإن كانت تسبح في الباطل
وترى نفسها مظلومة بينما هي ليست ظالمة فحسب ,, بل قد تكون طاغية
ومهما كانت ظروفها التي اكتسبتها من سلوكياتها الخاطئة ،،
والتي تجر بعضها بعضاً في دوامة من المشاكل والأخطاء
مما نتج عنها هذا الموقف السقيم مع السائق المسكين الذي اضطرته قساوة الحياة أن يتغرب
ويبتعد عن زوجته ،وأطفاله آلاف الأميال .. ولسنوات من عمره المحدود ليسكن ،ويطعم ،ويلبس عياله الذي لا يعرف عنهم الآن إن كانوا أحياءً أو أمواتاً ,, أو هم في حالة شبع أو جوع ,, أو صحة أو مرض ..
هم بعيدون عنه بالمكان ،ومن زمان بعيد ,, وهو بالطبع لا يحب ذلك ،ولم يتغرب من أجل سواد عيون السيدة
ولكن لقمة العيش صعبة ,, وبكاء الأطفال من الجوع لا يحتمل .
كما أنه رجل / حر /عاقل/ رشيد ..
وفي عمر والد تلك السيدة الغاضبة
،وهو لم يخطيء في حقها ،ولا في حق غيرها ,,
فمن أين لها الحق بأن "تنعته" بالحيوان ؟؟؟؟
ومن أعطاها الحق بالصراخ عليه ،وإهانته ؟؟؟؟
وهي ترى الزحام بعينها ، ورفضت الموقف المتوفر حتى لا تمشي عدة خطوات ،،
كما أنه بالرغم من كل ذلك لم يتأخر عنها إلا دقيقتين ... ولأنها ترى نفسها مظلومة وصاحبة حق في كل المواقف
فقد بالغت ،وكذبت في عدد الدقائق التي تأخرها ,, وكما هو المتوقع من هذه الشخصية فهي قد صدقت كذبتها
وعاشتها ،وتصرفت على أساسها
وإن فرضنا جدلاً أن السائق قد أخطأ ..
فإنه حتى في هذه الحالة .. ليس لها أدنى حق بإهانته ،والاعتداء على أدميته .
ولو كان السائق لا يخاف الله ،،
أو كان ممن يفقدون السيطرة على غضبهم
ولم يكن له ذرية ضعفاء يحتاجون إليه ..
لقتلها ،وأراح البشرية منها
بغض النظر عما سيحدث له بعد ذلك .
فنصيحتي لهذه السيدة ومن هم على شاكلتها .. من الرجال والنساء
إن لم تكونوا تخافون الله في الناس
فخافوا من غضبة الحليم
وفجرة المقهور الذي لا حيلة له
كما أنصحهم وبشد أن يزوروا متخصصين في العلاج النفسي والتعديل السلوكي
وذلك لمصلحتهم ،ولمصلحة كل من ابتلاه الله بالقرب منهم واضطر للتعامل المباشر معهم .
وسلامتكم .
________
#محمدالمكوار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق