تشير نظرية النسبيه الزمنيه للعالم الفيزيائي ألبرت انشتاين بإختصار ..
إلى ان الزمن متغير نسبي يتغير بتغير عوامل أخرى كالسرعه والحركه
ومن ضمن فكرة هذه النظريه ان النجم اللامع الذي نراه والبعيد عنا بملايين السنين الضوئيه
انما هو رؤيتنا لشيء في الماضي السحيق
فهذا النجم البعيد الذي نراه الأن ، إما أنه قد تحرك ـ وابتعد عن مكانه منذ مئات الاف السنين
أو أنه قد إنفجر وتناثرت أشلاءه في الفضاء ، أو إبتلعته إحدى الثقوب السوداء
ولكننا لا نزال نراه حيث كان بلمعته وبهاءه الذي كان عليه منذ ملايين السنين ..
وتفسير ذلك ..
هو أن الضوء المنبعث منه والذي يجعلنا نراه لا يصل الينا الا بعد هذه المده الطويله جداً
فمثلاً .. أشعة الشمس لا تصل الينا الا بعد ٨ دقائق من انبعاثها نحو الارض
وتلك النجوم تبعد عنا آلاف وربما ملايين المرات اكثر مما تبعد الشمس عنا ،
إذاً وبحسبه بسيطه ..
سنقوم بحساب المده الزمنيه لسرعة الضوء
فنعرف منها ابتعاد النجم عن الارض
وبذلك نعرف الفرق الزمني بين صورة النجم الذي نراه حالياً وبين واقع النجم فعلياً
------
النقطه التي اريد ان اصل اليها .. هي :
أنك إذا كنت في موقع ذلك النجم
فإنك قد عكست الزمن بالعودة إلى الماضي بالنسبة للأرض ،
وصولاً إلى الحاضر في موقع النجم..
وفي نفس الوقت أنت تسارع الزمن نحو المستقبل من نقطة الانطلاق ..
أي من الأرض نحو موقع النجم .
فكلما اقتربت من موقع النجم ..
فإنك سترى الكرة الارضيه ولكن ..
بعد أزمنة بعيده عن الزمن الحاضر على الأرض الأن
وبعبارة أخرى فإنك كلما صعدت ستعود بالزمن للماضي بالنسبة للأرض
وبالحاضر بالنسبة لموقع النجم ،
بينما يعتبر الحاضر هناك هو المستقبل بالنسبة للارض ..
وما أفترضه على ضوء ذلك بالمنطق..
أننا نرى الماضي في الأسفل ونرى المستقبل في الأعلى ..
بينما نكون في الحاضر في الموقع الذي نحن فيه " الأن "
نرى الأرض في الماضي كلما ابتعدنا عنها
ونرى حال وموقع النجم في الحاضر كلما اقتربنا منه
-------------
وبقوله تعالى في القرأن الكريم في سورة الواقعه :
" فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم "
فنستدل بهذه النظريه العلميه لبيان عظم الحديث عن " مواقع " النجوم
حيث انها ظاهره عظيمه وفي غاية الغرابة والاعجاز
تخيل انك تنظر الأن الى صورة شيء غير موجود منذ ملايين السنين ..
ولو تم اختراع مركبة بسرعة الضوء وانطلقت الى موقع احد النجوم التي نراها الأن ..
لسجلت مراحل اختفاء ذلك النجم وانفجاره الماضي وكانها رحله تصوير بزمن عكسي ..
وحين تصل الى موقع النجم لن يكون موجوداً في مكانه !!!
فاذا صعدنا لموقع النجم الذي نراه الأن ..
سنرى الماضي يعود بصورة وموقع وحال النجم الحاليه تدريجياً ..
الى ان نصل اليه فيكون " مكانه الحالي "
وهو الوضع " الحقيقي " لموقع النجم الأن
ونرى الأرض من ذلك الموقع في زمن مستقبلي بعيد ..
وربما اذا وصلنا الى موقع النجم قد لا نرى الأرض
فقد تكون قد تلاشت بما فيها ومن فيها ..
وباعتمادنا على اسس النسبية الزمنيه ..
فإننا كل ما صعدنا نكون قد اقتربنا لنهاية الزمان لجميع الاشياء
..حتى المستقبل ينتهي ،
لكنها مازالت موجوده في الماضي وتسير نحو المستقبل
إذاً فالزمن لكل شيئ مختلف ويعتمد على الأبعاد المكانيه
وما تولده الحركه من طاقات مختلفه
منها ما عرفه الانسان واكثرها لا يعلمها الا الخالق الواحد سبحانه وتعالى
.. لذا فالكون في اتساع وفي حركة دائمه
وكلما عرجنا الى الملكوت الأعلى كلما اقتربنا من " الأبديه الزمنيه "
حيث تتوقف قوانين الزمن الدنيوي
ويكون هنالك مالا نستطيع ادراكه الأن وما لا يعلم حقيقته الا الله سبحانه وتعالى .
فبعد تجاوز السموات السبع بما بينهن وما فيهن ..
يتسع المكان ويتسع كذلك نطاق الزمان
بما يشكل تباطؤ اكثر في الزمان كلما ارتفعنا.
فهي حواجز مكانيه زمانيه لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى ..
فتمر ملايين السنين على السماء الاولى
وفي الوقت ذاته لا تمر اكثر من سنه على مافي السماء التي فوقها ..
وقد لا تتجاوز تلك الحقب الزمنية التي تمر على الدنيا باختلافها وتفاوتها ..
يوماً واحداً فيما بعد نطاق الكون ..
قال الله تعالى :
" تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه "
.........
وعلى ضوء ما سبق .. فإنه بالنزول من الأعلى الى الأسفل ..
كون بذلك في مرحلة العوده الى الماضي بالنسبة للمكان الذي كنا به ،
وكلما نزلنا للمكان الذي نحن في فيه .. وهو الارض فإننا نعود بالماضي
الى مرحلة الحاضر بالنسبة لنا ..
أي اخر وقت مر على الارض بحسب طبيعة سير الزمان وحسابه بالنسبة للارض ..
ولا أعتقد انه بالامكان العودة للماضي والا كان في ذلك باعتقادي عبثيه
ليست موجودة في خلق الزمان والمكان ..
إلا لو كان ذلك بإرادة الله وقدرته التي لا يحدها حد ولا يحيط بها رشد ولا علم
وإن حدث ذلك فعلى الأغلب تكون العوده للماضي بطبيعه مختلفه ومقاييس مغايره
وقد تكون للمشاهده فقط دون تغيير او تبديل في الاحداث ..
لأنها قد حدثت وانتهت وترتبت عليها أحداثاً واثاراً
لا حصر لها .. ومن المحال ان يتم تغيير الماضي ..
وما نحن بصدد الحديث عنه هو الانتقال عبر الزمان ..
بعنصريه الإثنين " الحاضر والمستقبل "
وما الحاضر الأن الا الماضي بالنسبة للمستقبل ..
وهذا الانتقال بين الازمنه لا يكون الا بالانتقال البعيد عبر الامكنه ،
وبكل حالات الإنتقال لن تكون موجوداً في المكان الأخر
الذي يختلف فيه الزمان عن المكان الذي انت فيه الأن ..
لذا فلا يمكنك تغيير اي شيء مابين الازمنه ..
حتى لو انتقلت للمستقبل وشاهدت ما يكون فيه ..
فلن يكون بمقدورك تغيير شيء اذا عدت للزمن الحاضر
لأن ما شاهدته هو ما سيكون ..
وليس لأي مخلوق القدره على تغيير ما هو كائن .. والأمر كله لله
والله عز وجل لم يخلق الزمان والمكان لعباً ولا لهواً تعالى الله الحق عن ذلك
لم يخلقهما ويخلق الدنيا والأخرة الا بالحق ولم يخلق فيهما شيئاً عبثاً
وكل شيئ عنده بحسبان ومقدار ، ولحكمة لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى
-----------
تجربة الإنسان الوحيده ..
في الإنتقال عبر الأبعاد المكانية والزمانيه ..
إن التجربه الانسانيه الوحيده في الانتقال عبر الابعاد الزمانيه والمكانيه
كانت في معجزة الاسراء والمعراج
التي حدثت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
منذ حوالي ١٤٤٠ سنه بحسب مقاييس الزمن الأرضي
وبسياق أحداث وتفاصيل قصة الاسراء والمعراج يكون اثبات صحتها وحقيقتها
بغض النظر عن إيمان المستمع بالله و بصدق رسول الله
الصادق الامين صلى الله عليه وسلم
وذلك لأنها تثبت فرضيات ونظريات لم تعرف إلا في زماننا الحاضر
وكذلك تبين لنا أننا مازلنا بعيدين عن حقائق علميه جديدة علينا
ولم يكتشف علماء الفيزياء والفلك الا بعض من أطراف تلك العلوم
والله اعلم بما سيعلم ويكشف للانسان في المستقبل من تلك الحقائق والعلوم
" وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً "
إن الإسراء والمعراج حدث عظيم لأعظم إنسان ,,
وفيه كما أسلفت دلالات علميه على صدق حدوثهما ،
فإن انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم بالبراق مع جبريل عليه السلام
في رحلة الاسراء من بيت الله الحرام في مكة المكرمة الى بيت المقدس في فلسطين
وصولهم في نفس التوقيت بين البلدين فيه اثبات علمي لخطوط الطول الزمنيه..
فمكة المكرمة وبيت النقدس على خط زمني واحد وتوقيتهم واحد
فلم يكن الإسراء من مكة ليلاً ونهاية الرحلة فجراً او عصراً بل كان الاسراء ليلاً
ووصل ليلاً بل وفي نفس اللحظات من نفس الليله
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في اول اية من سورة الاسراء :
فترة زمنية ارضية واحده " ليلاً "
وذكر مكانين البيت الحرام وبيت المقدس
اذاً فالزمان ثابت بينما المكان تغير
بحافز السرعه المقدره لثبات الزمن
وبهذه المعجزة التي تجاوزت مفاهيم البشر ..
التقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أرواح الانبياء والمرسلين
الذين كانو في أزمنة ماضية متفاوته ..
فسبحان من أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
--------
" ثم لنعرج بتأملاتنا نحو رحلة المعراج "
حيث كانت الرحله أسرع والمكان أبعد
وطبيعة تفاوت الزمان وانعكاسه أغرب وأعجب
فالإنتقال الأن من الأسفل إلى الأعلى
وسمي "معراج" لأن أمكنة الكون ومقاييسه .
تختلف عما نعرف في أرضنا ومجالات الفضاء التي ندركها بما علمنا الله سبحانه
فلو قلنا انه مجرد إرتفاع وصعود من الارض للسماء ،
لكان الجزء الاخر من الأرض لا ترى منه السماء ..
ولكان ذلك الجزء من الأرض يرى السماء سفلى والأرض هيا العليا
وبالجهة المقابله من الأرض يرى السماء فوقه
وإلا كيف نفسر ان السماء ترى فوق من كل جهة من جهات الارض الكرويه ؟
اذاً فهي مقاييس مغايره عما ندرك في عقولنا وعما نعرف بمقاييسنا الارضيه
والصعود الفعلي الحقيقي للسماء يكون عبر معارج وبوابات للسماوات
ومساحات لا نعلم ماهيتها بين كل سماء وأخرى
وهذا العروج من الارض الى السماء وبين كل سماء وسماء
هو انتقال وسفر عبر الأبعاد الزمنيه والمكانيه..
واختراق كامل لكل الظواهر والقوانين المعروفه
حتى للقوانين التي سيكتشفها البشر لأخر يوم لهم على الأرض
وبما ذكرنا من خلاصة النظرية النسبيه في أول الموضوع من رؤيتنا لنجوم في السماء
قد كانت في هذا الموضع منذ ملايين السنين واختفت وانفجرت وتلاشت ..
ولكننا في الاسفل نرى الماضي البعيد للأشياء العلويه وأن مواقع النجوم لو وصلنا إليها ..
فإننا سنرى مستقبل كل شيء في الأسفل منا ..
فعلى هذا الأساس "والله أعلم" فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج
لم ينتقل عبر الأبعاد المكانية فحسب بل كان انتقاله كذلك عبر الأبعاد الزمانيه ..
بدليل انه رأى أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار
" ما كذب الفؤاد ما رأى ,لقد رأى من آيات ربه الكبرى "
بتجاوزه السماء السابعه وبوصوله لسدرة المنتهى ..
قد تجاوز كل الأزمنة وكل مقاييس الزمان
حيث قد انتهى كل مستقبل لكل شيئ دونها في السموات السبع والأرضين السبع
واجتمع في هذا المكان كل مقاييس الزمان من ماضي وحاضر نعيشه الان
ومستقبل سنعيشه او حتى ما بعد فناء كل شيئ
لقد رأى عذاب المعذبين ونعيم اهل الجنه وكأن كل شيئ قد انتهى
وفي واقع الدنيا التي لم يزل هناك واقع يعيشه الموجودون فيها .
ولكن نحن مسجلين بعلم الله في اللوح المحفوظ وكل ما سنقوم به
وكل دبيبة نمله وسقوط ورقه وكل حركة وسكنة لكل شيئ
قد كتب لكل شئ مستقره ومسنودعه ومصيره وأبعاد تأثيره ..
إلى أن يفني الله الدنيا وما عليها
لا من باب التقييد بالمكتوب علينا ولكنه مكتوب بواقع علم الله الذي لا يحده زمان ولا مكان
هو خالق كل شيئ وخالق الامكنة والازمنة كلها
ومقدر كل شئ في تشابك مهيب مهول للأقدار وترتيب الأحداث وتسيير الأمور
مع تداخلها وتضاربها وتجاذبها وتباعدها ومسبباتها واختلافها
بين كل مخلوق ومخلوق في كل الكون في الدنيا والاخره
ثم عاد رسول الله صلى عليه وسلم الى فراشه الشريف ..
فوجده دافئاً وكأنه لم يتركه الا لحظات من عمر الارض..
بعد رحلة معجزة طوى له الله بها الزمان والمكان ..
ووجد ان الوقت لم يتغير عليه وكأن كل ذلك لم يكن الا في لحظات من عمر الارض ..
فكانت رحلة فريدة من نوعها ..
اختص بها الله عبده النبي المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم وحباه بالخصائص
القدره التي تمكنه من تجاوز طبيعته البشريه ليستطيع ان ينتقل عبر الأبعاد
وهو مازال حياً بروحه وجسده وما زال من أهل الدنيا ..
فسبحانك ربنا العظيم ما أعظمك
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير
أنت الأول فليس قبلك شيئ
وأنت الأخر فليس بعدك شيئ
سبحانك يا واحد يا أحد يا صمد يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد
اللهم إن كنت قد أخطأت فمن نفسي فاغفر لي
وإن كنت قد أصبت فالفضل لك والفتح منك وحدك
وأخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
مذهله !
ردحذفسبحان الله <3
ردحذففي الحقيقة موضوع رائع وأرغب في التواصل مع كاتب الموضوع للإستزادة مع الشكر
ردحذفيشرفني تواصلكم على الإيميل maom75@gmail.com
حذفأو على تويتر m_a_almikwa@
شكراً لكم