أنا سعيد ..

أنا سعيد

هذا اسمي
ماهو وصف لحالتي ،،

أحب اعرفكم بنفسي
وبنعمة ربي عليّ  ..

في البدايه ..

أنا إنسان .. 

وربي قال : " ولقد كرمنا بني آدم " 
يعني أنا مخلوق مكرم من الله وهذي نعمه والحمد الله

مسلم .. 

والحمد الله مولود في بيئه مسلمه وأهلي مسلمين
ودين الإسلام مثل ما تعرفوا ..
دين السماحه والرحمه وحفظ كرامة وحقوق الإنسان

إبن حلال..

الحمد الله دخلت الدنيا بطريقه نظاميه ..
بمعنى إني نتيجة زواج شرعي بين أبويا وأمي
على سنة الله ورسوله .

 عربي .. 

بمعنى إن لغتي الأم هي اللغه العربيه
وتتحدر أصولي من بلاد الحكمة بلاد اليمن ..

لكني مازرتها طول حياتي
لأني وإخوتي السبعه
وحتى والدتي من مواليد الحجاز

وبالتحديد مواليد مدينة جده.


كل ما أفتكر إني إنسان بوسط مجتمع الإنسان..
 و إبن حلال بوسط أولاد الحلال ..
ومسلم أعيش في بيئة المسلمين
 وقريب من الأماكن المقدسه بديانتي
وعربي في بلد عربي

أحس إني بنعمه عظيمه من ربي

والحمدلله أنا وأهلي كلهم مقيمين نظاميين
في مملكة الإنسانية المملكه العربيه السعوديه
بلد الخير والعز للغريب قبل القريب
بلد الحرمين الشريفين
بلد تطبيق الشريعه الإسلاميه برحمتها وسماحتها

_____

وبعد ما عرفتوا أصلي وفصلي 
اسمحولي دحين أقص عليكم حكايتي .. 

انا أصغر إخوتي السبعه

من يوم جيت الدنيا وابويا رجل كبير في السن مريض بالسرطان
ماسمعت صوته أبداً لأنه كان بغيبوبه بين الموت والحيا .

كنت أسمع انه علاجه مكلف وما نقدر عليه
 وإن المستشفى العام ماراح يعطوه إلا مسكنات للألم ألين يرحمه الله ويتوفاه


بيني وبينكم أنا عقلي على قدي
وأميّ .. لا أقرأ ولا أكتب
ولا عمري دخلت مدرسه

حتى النطق عندي غير سليم وماحد يقدر يفهمني لو حاولت أتكلم.
للأسف .. ما أقدر أوصل اللي أبغى أقوله بلساني

وهذا اللي خلى الناس تحسبني ما أفهم ولا أحس.
لكني افهم واحس اكتر من المتكلمين ومن المتعلمين ..

أفهم بفطرتي الإنسانيه النقيه
لكن ما اقدر اعبر الا بطرق بدائيه ما يفهموها
لأن أغلب الناس تخلوا عن فطرتهم السليمه

المهم ،، 

خلوني أكمل قصتي ، لأني حبدأ " أغلط " وأخرج عن النص ..

.....

حزنت على أبويا وإفتقدته كثير ..
لأنهم بطلوا ياخدوني عشان أزوره بالمستشفى..
على أساس إنه بغيبوبه ، وأنا ما أفهم .


وبيوم من الأيام شفت أمي تبكي بحرقه
وأخواني وأخواتي يبكوا ويصرخوا


ما حد قلي شي ،،
بس أنا فهمت .. 

أبويا ،، مات 


جا واحد رجال طول بعرض .. ما أعرفه ..
بس كنت أشوفه دايماً يقهر أمي وأخواتي
وزيارته لنا دايماً تقلب بغمّ .

عرفت بعدين إنه اخويا من أبويا ..
 وإنه وأخته شقيقته ما يحبوا أمي ولا يحبونا

ما أدري ليش اليوم لما جا .. ضرب أختي وضرب أمي
أختي قالتله تضربني عشان أبويا ميت وما يقدر يدافع عني ؟

أمي قالتله : " اتقي الله في أختك يتيمه وصغيره .. "

كلامهم ما هز فيه شعره ..
ورماها مع أمي من باب البيت ..

أنا ما قدرت حتى أبكي من الخوف
ما قدرت أستوعب الموقف ،،

شويه امي جات ومعاها عسكر وشرطه
وأخويا الي ضربها هرب من البيت وماعاد شفته لليوم والحمدلله

كان الموقف دربكه ..
وفي أزمه وتوتر اكثر من قدرتي على الإستيعاب ..
ما كنت فاهم ، لكن كنت مرعوب وحزين ..
وكمان كنت ,, جيعان .

كنت أشوف امي طول الليل تبكي وتدعي
وحالة إخوتي ما تسر عدو ولا حبيب

البيت عبارة عن أكوام لحم مكتئبه
الجوع تعودنا عليه..

لكن خايفين لا احد يمرض وما نقدر نعالجه

خايفين ننطرد من البيت الطيني بحي السبيل الشعبي
 لأننا ماعندنا قيمة إيجاره

وخايفين تنقطع الكهربا وتنطفي اللمبه الوحيده الي عندنا
لأنه ماعندنا 35 ريال قيمة فاتورة الكهربا الشهريه

فقر وجوع وخوف ،، وحزن ..  ودوبه أبونا ميت
حتى إنه أمي ما خلصت عدتها ،،

أنا عاجز إني أقول لأمي لا تحزني ولا تخافي ،،
عاجز أمسح دمعتها بيدي

عاجز حتى إني أبين لها إني فاهم

وإنه قلبي معاكي يا أمي

____

أمي ماهان عليها تشوفنا بنموت من الجوع قدامها

تذكرت إنه بقي عندها " حلقين " ممكن تبيعهم
 وتجيب لنا أكل يرم عظمنا كم يوم .

 وتسدد فاتورة الكهربا قبل مايقطعوها وتظلم علينا الغرفه .

إضطرت أمي إنها تتركني مع أختي من أبويا وأختي شقيقتي
وأخدت بقية إخواني وأخواتي لسوق الذهب

____


انا قاعد بأمان الله أتأمل وأتفكر بحالنا ..
وكيف ممكن أقدر أساعد أمي على مسؤوليتها !!

فجأه حسيت بإني دخت من الألم 

ما أدري ايش حصل ..!!!

الألم بينتشر بوجهي يمين ويسار
آذاني أحسها ذابت ،، فمي تورم .. جفوني تمددت وغطت على عيوني ..
 وجهي بيتورم أحسه بينفجر

إنعميت من الألم وسودت الدنيا بوجهي أكثر من أول

ما قدرت حتى اصرخ من شدة الألم

وأنا بهذي الحاله قلت بنفسي لا يكون قطعوا علينا الكهربا
وهذا الألم بسبب ان اللمبه انطفت وصارت الدنيا ظلام ..

ولا هذا الألم الشديد نتيجة إني ما أكلت شي من يومين ؟
وهذي أعراض سوء التغذيه إللي يقولوا عنها ؟

دقايق .. وأغمى عليّ

ما صحيت إلا على صوت أمي وهيا تبكي ..
وتترجى إنهم يدخلوني المستشفى ويعالجوني .

وأسمعهم يقولولها : ادفعي كشفية طواريء
وتأمين لأنه حالته خطيره ولازم يتنوم .

عمري ما شفت أمي تبكي وتترجى بهذا الشكل

أمي صبورة وعزيزة نفس ..
 لكن الموقف كان أقوى منها .

سمعتها تقول : " أخته حرقت وجهه ويدينه بالمكواة " 
،، والله ماعندي فلوس ، اسعفوه الله يستر عليكم
وبكلم أهل الخير يدفعوا لكم اللي تبغوه " .

بديت أتذكر شوية من الحادثه
لكن الألم رجع و نساني حتى إسمي

أحس وجهي ويديني فيهم نار
إحساس ما ينوصف ،
ربي لا يوريه لإنسان
ولا حتى لحيوان

تخيلوا ..

ألم وخوف وحيرة ، وخايف على أمي وشايفها تصرخ وتبكي وتترجى

وانا أحس ان وجهي مسلوخ ومحررق
ووالله ماني فاهم ولا عارف ايش الهرجه

أبكي ولا أتألم ولا أخاف ؟

وعلى فكره .. أنا لسه جيعان .

أدوني إبرة ،، نيمتني رغم الوجع

هذي قصتي ،،

أنا سعيد ..

 طفل يتيم فقير عمري ( سنه) وحده

وإتعرضت لإعتداء وحشي بالمكواة الساخنه
بوجهي ويديني .

ورفضت المستشفى إستقبالي رغم منظري وحالتي وسني الصغير ،،
 إلى أن توفر أمي الفقيره ٢٠٠ ريال كشفيه و٢٠٠٠ تأمين 

وكل هذا لأني مقيم ، غير مواطن

وما شفع لي عندهم إني إنسان مثلهم

ولا إني مسلم وعلى دينهم والإسلام دين الرحمه والإنسانيه والرفق بالحيوان

ولا شفع لي عندهم إني عربي مثلهم

ولا رحموا إني طفل عمره سنه
محروق ومتألم ومرعوب ،، وجيعان

ولا رحموا فقر أمي ولا ضعفها

ولا راعوا يتمي ،، ولا أكرموني
مثل ماوصاهم الله ورسوله

هذا أنا الطفل سعيد

وهذي قصة حياتي الطويله

ومعاناتي في الحياه

معاناتي الي استمرت طول عمري

من يوم ولادتي إلى اليوم

وعمري الأن "سنه" وحده

أجل إيش حشوف في دي الدنيا لو كان عمري فيها سنتين ؟؟؟

أنا ما أفهم كيف يفكروا الكبار
وعلى أي أساس يتعاملوا

من جد انا مو فاهم شي!!

لكن اللي فاهمه إني حاسس بالظلم والقهر والخوف والألم .. والجوع .


______________________________________

هذه قصه حقيقيه رويتها لكم بمنطق وفهم الطفل سعيد

طفل عمره سنه واحده ..

إجتمع عليه قهر اليتم ، والفقر ، والخوف ، والجوع .
والإعتداء عليه بما لا يحتمل ألمه الرجل الشديد

وفوق ذلك كله يتعرض لظلم الروتين ..
وإجحاف أنظمةالإداره الصحيه التي لا تتناسب مع حق الإنسان في العلاج والرعايه الصحيه

بغض النظر عن كون الصحه والعلاج والدواء
والمأوى والغذاء والأمان من حقوق الإنسان

ومن حقوق حتى الحيوان ..

وغفر الله لبغيّ وأدخلها الجنّة لأنها سقت كلب يأكل الثرى من الظمأ

وأدخل الله النار إمرأه لأنها حبست " هره " حتى ماتت ،
 فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض

فكيف بمن يتسبب بهلاك طفل يتيم محروق .. ولا يسمح له بالعلاج إلا بعد الدفع

إن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم  المبعوث رحمة للعالمين
عندما أمروا بإكرام اليتيم ..

لم يحددوا صفة له إلا اليتم .

إكرام اليتيم حق له ..
 بغض النظر عن دينه وجنسيته وجنسه ولونه وأصله ونسبه

قال الله تعالى : ( وأما اليتيم فلا تقهر ) 

وقال تعالى معاتباً أهل النار : ( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) 

______

وفي الجانب المشرق من القصه ,, 

أود أن أشكر أهل الخير والرحمه والإنسانيه

الذين وفقهم الله لإنقاذ هذا الطفل وإكرامه

تفاعل كثير من الإخوه والأخوات بارك الله فيهم في نشر حالته والمطالبه برحمة حاله

والله لا يضيع أجر المحسنين

وهذا رابط صحيفة سبق عن قصة سعيد ..
 والحادثه قبل يومين
يوم 20 ذي القعده 1433هـ

http://sabq.org/OLofde

وهناك خبر آخر عنه في سبق ولكن لإحتواءه على صور سعيد
فأترك خيار قرائته ومشاهدة الصور لمن يقوى على ذلك .

إن كانت حالة سعيد سخرنا الله وإياكم لها ..
 فكم رجل وإمرأه وطفل يعانون مثل سعيد

وماتت معاناتهم معهم دون أن يدري عنهم أحد .

______________________________

محمد عبد العزيز المكوار
m_a_almikwar@
maom75@gmail.com
8 أكتوبر 2012م