الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

عَفَنٌ مُعَطّر..




إستيقظ متأخراً 

إغتسل وبالغ في الإغتسال 

وحين انتهى تناول إفطاره مما لذ وطاب 
وأخرج أفخر ثيابه من غرفة التبخير والتعطير
وقد تعبقت ملابسه بأجود أصناف البخور . 

خرج من قصره المنيف ..
 ركب سيارته النصف مليونيه ،
وصل لمقر مكتبه الموقر..  
نزل وهو يتبختر كالطاووس

دخل إلى صالة الاستقبال..  
تكرم  بالسلام على الجمع المنتظر له 
دون أن ينظر إليهم
أو حتى ولو بالمجامله يعتذر عن تأخره   

دخل مكتبه فهرع إليه رجلان ..
أحدهما خلع عنه عباءته وعلقها ،
والأخر صب له فنجان قهوه 
ووضع على مكتبه كأس ماء مثلج
وبعض "الفصفص" وصحيفة اليوم .  

وتركوه وحده ليستعد لمزاولة عمله المقدس.. 
 فلم يتبقى لنهاية الدوام سوى أربع ساعات 

تتخللها ساعة كاملة للإستعداد لأداء
 صلاة الظهر ، ونصف ساعة للتسبيح
 وركعات نافلة بعد أداء الصلاة . 
  
فتح قارورة العطر المحتوي على مزيج ..
العودة والمسك والعنبر 
وأغرق به وجهه ولحيته ومسح به يديه 
حتى فاحت رائحة العطر الى المنتظرين 
إنتهاء طقوسه . 

فما أن وصلتهم رائحة العطر حتى علموا 
أن الوقت قد حان والفرج قد اقترب .. 

دخلت عليه بحسب ترتيب جدول العمل 
"إمرأه"  قد عاث زوجها بحياتها فساداً 
جاءت إليه تطلب الإنصاف والنصرة 
بالشريعة وبالقانون ،، 

قالت :  يا حضرة " المتعطر " 
 زوجني  أبي وعمري ١٢ سنه 
 لصديقه الثلاثيني مقابل ١٠ الاف ريال 
لم أرى منها شيئاً . 

وأنا على ذمته منذ عشر سنوات .. 
عانيت فيها الذل والمهانة والضرب والتحقير 
أنجبت له ٥ بنات أكبرهن عمرها ٩ سنوات

لم يكن يعمل ولا أدري أين يذهب طيلة النهار 
ومن أين يوفر قيمة مزاجه الذي زاد من فساد أخلاقه . 

كنت ومازلت أخاف الخروج من البيت
لأني لا أعرف الشارع ولم أتعامل 
في حياتي مع أي غريب .

كنت  أصبر أياماً بلا طعام 
ولكني لا أصبر على بكاء طفلاتي 
 من الجوع فاضطررت أن أطرق باب جارتي 
التي لا تقل فقراً عنا ،، ولكنها كانت تعطينا 
القليل من الطعام الجاف
حتى لا نموت جوعاً. 

وخلال العشر سنين قضيت أياماً شديدة الحر
وليالي مظلمة خانقه لأن فاتورة الكهرباء لم يسددها الزوج ،
 وكان عندما تنقطع الكهرباء لعدة ايام ، يذهب للمبيت عند أصدقاءه 
ولا يعود حتى تساعدني جارتي المسكينه في سداد الفاتوره من اهل الخير" .

كانت تبكي وهي تحكي معاناتها .. 

وكان " المتعطر " يتأمل حبات الفصفص 
التي وضعها مدير مكتبه فوق صحيفته بتركيز شديد ..
وبعد أن أحس أنها تكلمت كثيراً وأحس بالملل والإنزعاج ،

 قال لها المُعَطّر :  " والمطلوب مني بارك الله فيك ؟ " 

قالت : ياسيدي أرجوك ليس لي أحد 
وأبي وأمي ماتا وليس لي اخوه ،،

ولا اعرف من الدنيا غير بناتي الضعيفات
 وجارتي العجوز الطيبه ،
 وزوجي الذي اصبح يتغيب عن البيت
عدة أسابيع ، 
ثم يعود للبيت وكأنه كان معنا منذ قليل 
ويفتعل المشاكل ويبحث عن اي طعام وفرته 
لنا جارتنا فيأكله ثم يعود للإختفاء 

واذا ما حاولت الكلام معه وطلبت منه ان يهتم بنا ويرعانا..
 ضربني وشتمني امام طفلاتي ،

ارجوك يا " متعطر " 
أنقذني ، إجعله يطلقني
لأحصل على ٨٠٠ ريال من الضمان 
أدفعها إيجار للغرفه الطينيه التي نسكنها
مالك الغرفة يهددني بالدفع أو الطرد 
وهو لم يصبر علي إلا لأنه يعرف اني 
لن استطيع الدفع فهو يساومني على عرضي

وأنا أخاف الله في نفسي وفي بناتي 

سألتك بالله ساعدني ولا تفتني في ديني

وأنا راضيه بحكم الشرع في قضيتي 
فالله حكم عدل وحكم الشرع سينصفني 

قال " المعطر "

ياهيش ، المرأة مأمورة بطاعة زوجها في غير معصية ،
وأن تكون ودوده حسنة المظهر والجوهر والمعشر 

وإن كان زوجك قاسياً بطبعه 
فاصبري واحتسبي ولك الأجر العظيم 
وكما قال تعالى : 
" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "

وإن كان عاصياً فاسقاً فهو زوجك وأبو بناتك
فادعي له بالهداية والصلاح ، وانصحيه باللين
وبالمعروف وبالموعظة الحسنة . 

واحتسبي الأجر من الله
 ونحن في هذه الدنيا مبتلين بالشر للتمحيص ،
 وليتميز الطيب عن الخبيث .. 

فاتقي الله يا "مره" ولاتكوني من الخبيثات 
فيلعنك الله والملائكة والناس أجمعين . 

،، قالت :  يا حضرة المتعطر .. 
أنا وبناتي في ضنك شديد وكرب عظيم
وجوع وفقر وهناك من يساومني على عفتي ،
وزوجي اشتراني من ابي بثمن بخس 
ويضربني ويهينني ولم ينفق عليّ ولا على بناته طوال هذه السنين !!

بل هو لا يعاملنا كبشر ، وهو هاجر لنا 
لا نكاد نراه ، واذا رأيناه تمنينا أنه لم يأتِ

يا متعطر ارجوك لا نريد سوى حكم الله فينا.

قال المتعطر وقد بدا عليه الضجر : 

" لا حول ولا قوة الا بالله ، أشغلتينا ،،
سأقوم باستدعاء زوجك ، وموعد الجلسه القادمه بعد ٦ أشهر
 وان لم يأتي سأعطيه موعد آخر بعد ٦ أشهر أخرى ،
وان لم يأتي ،،،سا... " 

وقبل ان يكمل قالت " المرأه " :
 ياااااه ,,, الموعد الاول بعد ٦ اشهر ؟؟؟؟؟ 

برّرَ لها  أن هناك زحام في المواعيد 
وهذا اقرب موعد مرعاة لوضعها
(وكأنه يتمنن عليها )

ثم نظر إليها وتأملها قليلاً ،، 

وفجأه مال صوته للرقه واللطافة 
وخلل أصابعه في لحيته الكثيفه المبللة بالعطر 

وقال : 

" هناك حل آخر،
 ربما أستطيع ان اخدمك فيه ،
ولكن اريد ان اسمع منك الموافقه

سأعقد عليكي زواج شرعي " مسيار " حلال زلال وسأكسب فيكي ثواب ..
 شرط أن لا يدري أحد سوى صديقي المأذون وشاهدين من أصدقائي الثقات 
وسأرد عليه مهره على حسابي وأخلعه لكي فوراً ،
 وسأستأجر لكم شقه مفروشه تعيشون فيها طيلة فترة زواجنا الميمون. 

وسأدفع لكي مهراً ٣٠٠٠ ريال في الشهر
لكي ولمصاريف بناتك ، ماذا قلتي بارك الله فيك ؟ " 


----- 

لم تقبل بالعرض واخذت الموعد الأول ..
 ومع أول موقف سيء مع زوجها ..
لم تتمالك نفسها فقتلته بالسكين وقطعته عشرة قطع
بعدد كل سنة سلبها من عمرها ،،

ثم فتحت أنبوبة الغاز..
وأشعلت كبريته أحرقت الغرفه بمن فيها 

انتقمت لنفسها ، وأراحت بناتها من الظلم 
،، وقتلت نفسها فكل مافي الدنيا ضدها ،، 

وإثمها في رقبة " المتعطر " .. 
الذي مهما تعطر لم يخفي العطر عفانته . 

____________
الله عز وجل شرع لنا الأحكام للتنظيم والتيسير وللعدالة ، 
وأي حكم فيه ظلم ، وإعتداء على حق أحد فهو ليس من شرع الله 
بل هو من وسوسة الشيطان ومن نفس العفن المتعطر الأمّارة بالسوء وأشياعه. 

من قال أن المرأه ملعونة إن طلبت الطلاق .. 
ولم تطق الحياة مع زوج أهوج سيء الخلق ؟ 

وهل من شرع الله التضييق على المرأة المظلومه ؟
 وجعلها تضطر للعيش في ضنك وكرب مع إنسان تبغضه وهو فاسد الطبع ،
 لأنها لا تملك المهر لتعتق رقبتها ؟؟ 

أنا على يقين أن هذا كله ليس من شرع الله ,,
بل من شرع العرف والعادات والتقاليد وتم نسبه زوراً إلى شرع الله . 

فالله هو الحكم العدل وهو أرحم الراحمين .
______________________________


ولهذا الموضوع جذور بموضوع :
 " مفرخة الفقر- واقع وحلول مقترحه "

.http://maom75.blogspot.com/2012/11/blog-post_13.html


___________________

محمد عبد العزيز المكوار
m_a_almikwar@
maom75@gmail.com

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

" مفرخة الفقر " واقع وحلول مقترحه ..




إن الفقر داء عضال في جسد الوطن
حكومة ومجتمع وأفراد ..

لا يكفي أن ننتقده ونشتكي منه
ولن نقضي عليه بالمسكنات المؤقته
ولا بإنكار وجوده ..

علينا أن نسعى بحلول جاده ونطبقها
لبتر أجنحة " الفقر " المتمثلة بـ ..

(1) الفساد بأنواعه .
(2) الجهل بمقاصد وغايات " الدين والحياة "
وبماهية التوافق والتنسيق بينهما .

ومن واقع تجربتي في البحث الإجتماعي للأسر الفقيرة
 ودراسة حالتهم تبين لي أن هناك جهد خيري ضخم من جميع الجهات
فالدولة أنشأت هيئة مكافحة الفقر، ومؤسسة الضمان الإجتماعي
ووزارة الشؤون الإجتماعية تنفق المليارات سنوياً على الفقراء.

وهناك إنفاق سخي بالخير بلا حساب ..
وجمعيات خيرية بإمكانيات هائلة ودعم حكومي من جميع الوزارات
ومجموعات تطوعية كثيرة جداً ، وأعمال خيرية فردية رائعة

ومع ذلك فإن عدد الفقراء والأسر الفقيرة تزداد سنة بعد سنة
وحالة الفقراء "القدامى" تزداد سوءاً في كل سنة عن السنة السابقة.

وهناك عدة مسببات رئيسية لهذا التناقض ..
بين حجم و كمية العمل الخيري وبين ارتفاع عدد الفقراء السنوي
وتفاقم حالة الفقر عند الفقراء المسجلين في العام الماضي ..

وأعتقد أن السبب الأول والأهم هو وجود " مفارخ الفقر" ..

والذي أحدد له مالا يقل عن ٥٠٪
من أسباب زيادة أعداد الفقراء رغم الإنفاق الخيري السنوي الضخم ..

هل سمعتم عن  " مفرخة الفقر " ؟ 

مفرخة الفقر ببساطة .. هي : 

" ذكر عاطل غير مسؤول يتزوج،
 فينتج "كوم" أطفال لا يدري عنهم،
ولا ينفق عليهم ولا يهتم بهم ولا بتربيتهم،
ثم يطلق أمهم أو يعلقها ويهجر أسرته بلا نفقه 
ليتزوج بضحية أخرى ، ويكرر مشروع إنتاج الفقر" . 


أي نعم .. الرزق بيد الله وحده ، وهو الرزاق ذو القوة المتين

وكما أنه من الخطأ أن نعتبر القاتل " هو المميت "

فالمحيي المميت هو الله عز وجل .

والقاتل مجرد "سبب" إنتهت به حياة القتيل .

وكذلك في حالة "مفرخة الفقر"

فالرزاق هو الله عز وجل وهو المعطي المانع

ومُفرِِِِِِخ الفقر هو " الذكر اللامسؤول "
الذي علق زوجته أو طلقها ..
وهجر أطفاله وأسرته بلا نفقة ولا رعاية..

يُعتبر سبباً أساسياً من أسباب زيادة الفقر وتفاقمه.

فهو يقدم مصلحته ومتعته على أي حساب آخر ..
ويتزوج وهو غير مؤهل مادياً ولا نفسياً ولا أخلاقياً للزواج ،
ثم ينجب بلا حساب وبلا تخطيط وبلا عمل ،
فهو عاطل خامل لا مسؤول .

وبفضل الله كلنا نؤمن بأن الله هو الرزاق
 وأن الطفل سيأتي ورزقه معه

جميعنا نعتقد كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه..
أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ،،
وأن علينا أن نعمل ونعقل ونتوكل قبل القيام بأي عمل مصيري.

لكنه مؤمن بأن الله هو الرزاق وأن الطفل سيأتي برزقه معه

لذا فهو لا يحتاج للعمل ولا للأخذ بالأسباب كي يرعى أسرته وينفق عليها

وهذا مثال صريح على " التواكل " لا على التوكل على الله .

.. ولو كان متواكلاً جاهلاً ، لقلنا أنه قد أنتج للمجتمع أسرة فقيره واحده

وهذه الحالة أخف وطأة على الحياة من الصنف الآخر ..


والذي يعتبر أكثر ضرراً من الصنف الأول "الجاهل المتواكل"
هو ليس فقط متواكلاً خاملاً جاهلاً  فقط ،،
بل هو مستحق للقب  "النذل " بجدارة وإستحقاق ..
بما يعنيه وصف النذالة تماماً ..

فهو الذي يهجر أسرته الأولى المكونه من زوجه ومجموعة أطفال

ليتزوج بضحية جديدة بمباركة من ولي أمرها اللامسؤول كذلك،
 فهو يعتبر ابنته عبئ ثقيل على كاهله ..
ويجب التخلص منه وتسليمه ولو لجاهل أو نذل ..

وإذا لم تكون هناك وسائل لمنع هؤلاء المفارخ
 من ممارسة سلوكهم المشين في المجتمع
فقد يكرر هذه النذالة مع ضحية ثاثة ورابعة ..

  إلى أن تنتهي طاقته أو تنتهي حياته ,,

أيهما ينتهي أولاً ..

ويكون قد ترك الدنيا وخلفه ضحاياه بلا مال ولا تربية ولا تعليم ولا مأوىً كريم  

ومن منطلق بحثي الإجتماعي -المحدود- في مدينة جدة

إلا أني مستعد أن أقدم أكثر من " 1000 " أسرة فقيرة تعاني من نذالة عائلها..

فكيف لو تم حصر وإحصاء جميع الأسر من واقع كل مناطق المملكة .


ومن واقع مسؤوليتي الإجتماعية كمواطن منتمي لوطني
وفرد من أفراد المجتمع ،  قمت بهذا الموضوع ..
بطرح المشكله الكبيرة بصورة مبسطة ،
 وتقديم بعض الإقتراحات والحلول المترابطه ، محاولة مني..
 للمساهمه في إقتلاع هذه المشكلة من جذروها..

وكل تلك الإقتراحات في مجملها تتعلق بتنظيم رسمي
يحد من تكوين مفارخ الفقر الجديدة . ويحد من حرية مفرخين الفقر .

ونشر الوعي الإجتماعي السليم للزوج والزوجه ..

وكل ذلك يصب في مصلحة الوطن والمواطنين
وحماية المستضعفين ، ووقف هدر الصدقات
ورفع مستوى الفعالية لأداء العمل الخيري ونتائجه .

_________________________________
.

* حلول مقترحه لمكافحة مفارخ الفقر : 


(١) يتم إعتبار أنه من شروط الزواج طباعة "برنت" تقرير تاريخي للحاله الإجتماعية
 من الأحوال المدنيه يوضح فيه عدد الزيجات السابقه وعدد أطفاله .


(٢) الشرط الثاني للزواج إستخراج "برنت" من المحكمه
يوضح إن كان هناك أي سوابق قضائيه للراغب في الزواج
تتعلق بالخلع والهجران والتهرب من النفقه.
أو قضايا أخلاقيه وإحتياليه .


(٣) الشرط الثالث لإتمام الزواج كشف صحي نفسي وعقلي
على المتقدم للزواج على غرار الكشف الطبي المعمول به حالياً.
حتى لا تظهر أعراض " التخلف العقلي الإجتماعي والمرض النفسي "
بعد وقوع الزواج وإنتهاء فترة التجمل والتصنع " فترة الخطوبة "


(٤) إنشاء مراكز تأهيليه لتقديم دورات للراغبين
بالزواج برسوم رمزيه  لتغطية نفقات المراكز
 " وتعتبر مساهمه في حل مشكلة البطاله ".
ويمنح شهاده على ضوء نتيجة اختباره
بأهليته للزواج ..
والمستوى النظري لتحمله للمسؤوليه .


(٥) يلزم الزوج مع توقيع عقد الزواج
بتوقيع ورقة تلزمه بالنفقه على الأطفال
في حالة الإنفصال ،لا سمح الله
 وتعهد بعدم الهجران والإضرار بالزوجه
بأن يعلقها دون طلاق .
" وتعتبر ورقه رسميه قانونيه يعتد بها
في المحاكم والجهات الرسميه "


(٦) يكون الزوج بهذه الأوراق والإلتزامات
قد أقر على نفسه العقوبه في حال الإخلال بها
والعقوبات تكون محدده بحسب بيان محدد
وواضح ، وليس على مايراه القاضي .


(٧) العقوبات يجب أن تكون رادعه وبحجم
الضرر الذي تسبب به "الزوج" اللامسؤول..

تبدأ من تعميم إيقاف الخدمات على هويته الوطنيه ،،
ومنعه من الزواج بأخرى حتى يقوم بحق الأولى وأطفاله منها .
ومنعه من السفر تماماً كالمطلوبين الأمنين ..
 والمتهربين من تنفيذ الأحكام القضائيه

وان كان لديه وظيفه يتم عمل استقطاع بنكي
مناسب لأسرته المهجوره .

وفي حالة هجر أسرته مع تعليق الزوجه بلا طلاق
 ، مع طلب الزوجه للخلع ، يتم إلزامه بالطلاق
 أو أن يتم الطلاق غيابياً بالمحكمه في حالة تهربه وعدم حضوره..
لتستفيد الزوجه من حقها في الضمان الإجتماعي ..
 ولا تضطر للتسول وطلب المساعده .


(٨) اذا خالف وليّ أمر الفتاه تلك الإجراءات
وزوّجها بالإكراه والصغط لمن ثبت فيما بعد أنه  إنسان لا مسؤول
 ولديه سوابق اجراميه اجتماعيه ، فيتم تخيير الزوجه بالإستمرار
أو بالطلاق مع ضمان حمايتها وأطفالها وتوفير لهم حمايه إجتماعيه و ماديه .

مع عقوبة رادعه  للزوج وولي الأمر
المشتركين في جريمة تفريخ الفقر .


(٩) ليتم إدراج هذه المقترحات للمتابعه الرسميه وتنفيذ تلك الإجراءات
لابد وأن يتم إنشاء إدارات متخصصه لتطبيق وتنفيذ هذا النظام الإجتماعي رسمياً
الذي يحمي المرأة والطفل ويحد من تلاعب بعض الذكور في بنات الناس
وإنتاج مزيداً من الأسر المهجوره الفقيره

والتي ستكون عبأً على الدوله ، وعلى الجمعيات الخيريه ، وعلى أهل الخير
وهدراً للصدقات وللجهود المبذوله في العمل الخيري

والتي كان من المفترض أن تكون للفقراء الضعفاء المستحقين
الذين تعرضوا لظروف قاهره جعلتهم يحتاجون للمساعده .

ومن الهدر للصدقات وللأعمال الخيريه مالاً وجهداً ووقتاً ..
أن ينفق نصف ذلك على إصلاح أخطاء ذكور غير مسؤولين
والقيام بدورهم وأمانتهم التي لم يؤدونها .


- هؤلاء الأطفال والنساء ضحايا  . 
والواجب الإنساني والذي يعززه الواجب الديني
 يفرض علينا الوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم ..

- لكن الأهم ،، علينا أن نرفع الظلم عنهم .
وعن الذين سيلحقون بهم والمشكلة أكبر من أن تقوم بها جمعية خيرية
أو جهه خيرية تنظيمية خاصه مهما كان حجمها
لن يتم تطبيق وتنفيذ أنظمة الحماية الإجتماعية مالم نتفق على خطة عمل
بدعم حكومي تطبيقي وتنفيذي ومساندة الجمعيات الخيرية وأهل الخير
وتفعيل الإعلام التوعوي ، تفاعل رواد الإعلام الجديد لمكافحة هذه الظاهرة السيئه
التي تتسبب في ظلم الكثير من الضعفاء وفي اضعاف دور العمل الخيري في البلاد.


_________________

أخيراً .. وليس آخراً .. 

ربما يراها البعض حلول صعبة أو شبه مستحيله ، وأنها مجرد أحلام وردية لمجتمع فاضل
لكني أرى أنها حلول جذرية بإمكانيات متوفرة ولا تحتاج إلا الصدق في النية والإرادة والعزيمة

وإقامة العدل ومكافحة الظلم ونصرة المستضعفين وحمايتهم يستحقون أن نفكر ونقترح الحلول
وأن نتكافل ونتعاون ونبذل ما باستطاعتنا وما يقدرنا الله عليه لتطبيق ذلك .

لست في موقع تشريعي ، ولا أبتغي من وراء ذلك والله يعلم إلا ما يبريء ذمتي أمام الله
 فيما عاينت من الظلم ، وأن أقدم ملاحظه و فكرة وإقتراحات .. ترفع الظلم وتكافح الفقر
وتحد من هدر الصدقات وتزيد من فعاليّة العمل الخيري .


وأسأل الله أن يسخر لهذه الفكرة والإقتراحات من يتبناها وأن يوفق دولتنا حماها الله
التي لم تقصر في بذل المال للعمل الخيري وتحفيز العمل التطوعي
وأن تأخذ بها أو بعضها ويتم تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع .
والله الموفق إلى سواء السبيل .

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .

_______________________

محمد عبد العزيز المكوار 
maom75@gmail.com
m_a_almikwar@

الخميس، 8 نوفمبر 2012

فن التغافل .. ببساطه




بالدارج .. التغافل تكبير الدماغ و تجاهل التفاهات

وبالعاميه .. فالتغافل هو " فن التطنيش " ومهارة الصفط .

وبمعنى آخر ..
نتصنع عدم الإنتباه لتوافه الأمور ..
 ونعديها طالما هي صغيره وما نكبر المسائل


قالوا أن التغافل نصف العقل ..

وقيل أنه العقل كله ..

وقيل كذلك أن التغافل تسعة أعشار الحكمة


وكم من أزمة ماتت في مهدها بالتغافل ..


التغافل .. التغافل .. التغافل ..


 كثيراً ما نذكر التغافل ، ونمتدح نتائجه ..

 أي نعم .. عرفنا معناه ، وعرفنا فوائده ومنافعه وآثاره


ولكن ماهي آلية تطبيقه في حياتنا  ؟


أو بمعنى آخر ..

كيف نمارس التغافل ..
ونطبقه على واقعنا بإيجابيه ..


فالتغافل إن لم يمارس بطريقه صحيحه فنتائجه ستكون سلبيه
على المتغافل والمُتغافَل عنه ..


أولاً .. أن نتغافل ..
يعني أن "نتصنع" الغفله والجهل وعدم الإنتباه
مع حضورنا وانتباهنا وفهمنا وإدراكنا ..


- إخماداً لفتنة في منطلق شرارتها .. 

- أو منعاً لإحراجنا أو إحراج غيرنا .. 

-أو تجاوز عن تفاهه لا معنى للخوض فيها وضررها أقرب من نفعها..

- وحتى لا نخسر قريباً أو نمكن عدواً منا .


والتغافل يمنح وقتاً للتفكير ، 
 ودراسة الموضوع من جميع جوانبه والسبر في أغواره ،
ويمنح الطرف الآخر فرصة للتراجع .. والمراجعه .. والإصلاح ..


وتغافلك للعدو خدعة .. 
تجعله يطمئن ويتمادى مع تقليل حذره منك
 فيجعلك في موقف أقوى وموقع استراتيجي أفضل .
وقد يكشف نفسه بنفسه بتغافلك الواعي .


وفي النقاش والتفاوض ..
يعطيك التغافل فرصه أكبر للتفكير ،
والتصيد والإنقضاض الحكيم المدروس


وفي كل الحالات..

 فالتغافل عن السلبيات إيجابيه ،
 أما التغافل عن الإيجابيات سلبيه 


وفي حالة "التغافل الإيجابي" ..
ليس من الحكمه الإستمرار بالتغافل الكامل
 على خطأ مستمر أو مايحتاج للتدخل السريع
بنصيحه أو تنبيه أو سلوك معين ..
 لوقف ضرر قائم أو ضرر آتي أو رفع ظلم وإحقاق حق .


فالتغافل يكون على الصغائر وتوافه الأمور ..
 والتغافل بحكمه مع الكبائر والعظائم
لترتيب الأفكار والأوراق قبل أي ردة فعل غير حكيمه


وبعد التأمل بحالات التغافل وتقسيماته ..

وجدت أن هناك بعض المباديء التي انتهجها معلم الحكمه ،
 سيدنا وحبيبنا محمد عبد الله ورسوله
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ..

وهذه المباديء والقيم هي "لب" التغافل ورأس الحكمه ..

واسمحولي باستعراضها عليكم :


( 1 ) مبدأ : الترفع وترك الفضول.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "

وقال صلى الله عليه وسلم :
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فاليقل خيراً أو ليصمت "


( 2 ) مبدأ : التراحم والتكافل والمحبه وتقديم الخير .. 

قال صلى الله عليه وسلم : " من فرج على مؤمن كربة فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامه" 

وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه "  

بالتغافل عن الزلات والعيوب ترفع الحرج عن الناس ، وهذا ما تحبه لنفسك
ويعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن من كمال الإيمان أن تحب لنفسك ما تحبه لغيرك .


( 3 ) مبدأ : الستر .

قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :

" من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة... " 

من عير عير .. ومن عاب على انسان واقع في خطأ وقع في نفس الخطأ
واذا سترت اليوم على إنسان زلته ، منحته فرصة للإصلاح غداً .


( 4 ) مبدأ الأدب وحسن الخلق .

التغافل .. من محاسن الأخلاق ،
 فكريم النفس يتغافل عن هفواتك وكبواتك
ولئيم الطبع هو من يتصيد أخطاءك ويتجاهل حسناتك .


( 5) مبدأ حسن الظن والنيه الحسنه .. 

قد تستعجل الحكم والتنبيه على أمر ترائى لك أنه مشين ،
 بينما هو في الواقع كان مبني على نية حسنه
والخطأ فيه لم يكن مقصوداً ..
فالتغافل في هذه الحاله عين العقل ودليل الحكمة والتأني ..
قال صلى الله عليه وسلم :
" إنما الأعمال بالنيات وأنما لكل إمرء ما نوى " 
 فربما لاح لنا أمر لا يعجبنا قد تكون النيه فيه حسنه ولكنه أساء التصرف .


( 6) مبدأ التوازن .. 

 الأخذ بالإعتبار مدى الضرر وقياس القدرة
قال صلى الله عليه وسلم :

" من رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ 
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ " .

  فالذي يحبك يتغافل عن سلبياتك ..
 ولكن لا يهمل نصيحته او تنبيهك على أخطاءك
حتى لا تتعرض للخطر والضرر .

والحكيم من نصح سراً وبطلف ويتحين الوقت المناسب وإن كان لا يعرفك
والأحمق من نصح علناً وبعنف وفي أي زمان ومكان وإن كان يحبك


(7) - تصوير القرآن الكريم للتغافل .. 

قال تعالى ممتدحاً صفة من صفات عباد الرحمن : " وإذا مروا باللغو مروا كراماً " .
وقال جل جلاله معلماً لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم : " وأعرض عن الجاهلين " 

وذم الله عز وجل أهل النار في إجابتهم لسؤال أصحاب اليمين عن أسباب خسارتهم للأخرة
 "وكنا نخوص مع الخائضين " 

ونهى الله عز وجل عن السخرية والاستهزاء والظن السيء والتجسس والغيبه ..
 وكلها من الأمور المناقضه لمباديء الأخلاق و منافيه لمباديء التغافل التي سبق وأن أوردتها..

قال سبحانه وتعالى :
" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم ،
ولا نساء من نساء عسى أن يكن خير منهن ، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " . 

وقال تعالى :
 " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا
 ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ،
 واتقوا الله إن الله تواب رحيم " . 

______


و من أسس التغافل ..
 تدريب النفس على التأني والحلم والصبر وكظم الغيظ
ولا يكون كل ذلك إلا بصفاء الفكر وطهارة النفس و سلامة القلب .
وكلها عناصر للحكمة تستحق أن نقضي حياتنا في تعلمها والتطبع بها .


هذا التغافل ببساطه ..

 كما أراه وكما أعتقد أن رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم علمنا إياه ..
وفي سيرته الكثير من قصص ودروس التغافل الإيجابي

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة .


اللهم إن كنت قد أصبت فبفضلك وحدك ونعمتك ،
وإن أخطأت فمن نفسي وجهلي فاغفر ليّ وسامحني .



________

محمد عبد العزيز المكوار
maom75@gmail.com

m_a_almikwar@