الأحد، 17 فبراير 2013

رسالة إلى مُبتلى .. بالثراء






عزيزي المبتلى بنعمة الثراء ..


هل تعلم أن المأدبة التي أقمتها لتتزلف من فلان آل فلان ..
كانت تكفي لإطعام ١٠٠ أسرة جائعة لمدة شهر ؟


وأن قيمة الورد الذي زينّت به قصرك ..
بالإمكان أن تعالج بها مريضهم وتقضي دينهم ؟


وهل تعلم أن الهدية الفاخرة التي أهديتها له لتكسب وده ..
كانت تكفي لبناء رباط خيري يأوي عشرات الأسر المعدمة ؟


وأن تكلفة فاتورة الكهرباء لتلك الليلة ..
كان بالإمكان أن تعيد تيار الكهرباء لعشرات البيوت ..
التي يبيت فيها الأرامل والأيتام في الحرّ والظلام ..
لعجزهم عن سداد فاتورة الكهرباء ؟


هل تعلم أن قيمة البخور الفاخر الذي تم إحراقه بتلك الليلة لتعطير أجواء المجلس ..
كانت تكفي لفتح أبواب رزق بسيطة لعشرات الأسر التي لا تجد قوت يومها ؟


هل تعلم أن المصروفات النثرية لتلك الليلة ..
كانت تكفي لكفالة عدة أيتام منذ ولادتهم وحتى إعتمادهم على أنفسهم ؟


هل تعلم أن تلك الملايين الكثيرة التي أنفقتها
في تلك الليلة ليست ملكك وأنك مستخلف مؤتمن عليها محاسب عليها ؟


هل تعلم أن المليار الذي حققته من عشاء العمل ..
في تلك الليلة لن تنفق منه ريالاً واحداً ..
ولن تراه إلا رقماً زائداً مع إخوته المليارت الأخرى المُكنّزة في البنوك ؟


هل تعلم أنك ستُسأل عن مالك ..
من أين إكتسبته ؟
وفيما أنفقته ؟


هل تعلم أن دورك في الحياة
أعظم وأشرف من جمع المال وكنزه ؟


هل تعلم أنك حين تكنز المليارات وتنفق أُخرى على متعتك وهواك ،،
وتنفق القليل منه فقط في أعمال الخير ، ولا تهتم سوى برصدها للعمل الخيري
ولا تتابع ولا تعرف إن كان تم الإستفادة منها وحققت دورها أم لا ..
فأنت لم تؤدي حق شكر النعمة عليك ؟ 


هل تعلم أن متعة مساعدة الفقراء والإهتمام المباشر في قضاء حوائج الضعفاء
لا تقارن بمتع الدنيا بما فيها حتى وإن لم تكن مؤمناً بالله واليوم الآخر ؟

عزيزي المبتلى بالثراء .. 

إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر ..
ماهي ضماناتك أن لا تكون هذه الليلة هي آخر ليلة لك في الدنيا ؟
وأن هذا العمل هو آخر ما قمت به في حياتك ؟

إن كانت ثروتك مشروعة فبارك الله لك فيها ..
وإن كنت تنفق منها الكثير في مساعدة الفقراء وفي اعمال الخير فهنيئاً لك ..


ونصيحتي لك : 

 إحرص على مباشرة أعمالك الخيرية بنفسك ولو بالمتابعة الجادة 

ولا تركن بها على افراد او جمعيات مهما كان فيهم الخير وثقتك فيهم كبيرة 

فلا تحرم نفسك من لذة العطاء ومشاهدة ابتسامة الفرج على وجوه الضعفاء.


وقفة تأمل : 

إن الإنسان في هذه الحياة ..
 يُبتلى بالخير فيظن أنه على صواب لمجرد كثرة الخير
ويُبتلى بالشر فيظن أنه على خطأ لمجرد تكالب الشرور عليه

بينما الله عز وجل يقول :


" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ "

الأنبياء : 35 

____________


محمد عبد العزيز المكوار 
maom75@gmail.com
twitter : @m_a_almikwar
2012-2-17

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق