الخميس، 6 نوفمبر 2014

ساعة ،، من رحيل صادق



ها أنا جالس في مكتبي 
أتناول قهوة الصباح ،،

أنهي بعض الأعمال ، أقرأ ، أتأمل ، أكتب 
أتواصل حقيقة ، وإفتراضاً مع الأصدقاء

لكن اليوم كان مختلفاً عن كل يوم ،، 
،،  فقد وصلتني رسالة مَفَادها :

بأن صديقك "صادق" قد وافاه الأجل 
وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون  . 

فوراً .. ظهرت بمخيلتي صورة صادق 
الشاب المكاوي ، الباسم ، الخلوق 
الذي عرفته منذ ٢٠ عاماً 

 تذكرت بعض كلماته 
بنبرة صوته  ، ونغمة ضحكته 
ومرَّ في خاطري شريط من الذكريات 
والمواقف التي جمعتنا في السنتين الأولى
من دراستنا الجامعية 

كانت هي فترة صداقتنا .. 
 حتى فرق بيننا التخصص 
والمكان ومعمعة الحياة 
وما عادت أُخُوَتَنَا إلا ذكريات الشباب
ومواقف الدراسة ، وأُخرى مضحكة  

واستمر التواصل بيننا بالرسائل في المناسبات   
ومكالمة بين عام وعام ، وبضع لقاءات جميلة
 كان هو المبادر فيها والُملِح عليها 
فقد كان صادق .. صادق الوفاء 

مع طول السنين وقلة التواصل 
، كان الود قائماً 
وفقدت برحيله أخاً وصديقاً 
أدى حقي وأهملت بحقه ،، 
وأحسست " فعلياً "  بأن هناك جزء
 من ذكرياتي قد مات 

بعد ساعة من رحيل صادق .. 
 
كتبت خاطرتي هذه ، ولا أدري إن كانت ..  
وفاءً له ، أو رثاءً فيه ، أو عزاءً لنفسي 

ولعلها الثلاثة ، وقد سُخرت له 
ليترحم عليه قاريء وقارئة لا يعرفانه 
ولم يدركا أن "صادق"  كان يوماً معهم 
في نفس المكان والزمان من هذه الحياة 

هذه الحياة .. التي أراها الآن .. 

في محيط طاولتي ، وقهوتي المتكررة 
وفي جهاز بقدر الكف 
، أشاهد وأشارك فيه الحياة 

تأملتها بعين من رحل عنها قبل ساعة 

فهذه الفرصة من التأمل ،،
لن تُتاح ليّ حين أرحل أنا عنها

فوجدت أغلبنا مفتون بها منغمس فيها  .. 
وهي لا تأبه لأحد منَّا 
، ولا تفتقد من رحل عنها 

تبين لي أن بين الإنسان والدنيا .. 
حب من طرف واحد

يقضي حياته كدحاً في بناءها 
ويضحي بأسمى القيم وجميل المعاني 
في سبيل الإستزادة منها ، وتخليد إسمه فيها 

وفي أول لحظة من رحيله عنها
 يتفرق ماجمع ، ويُنعى بهاشتاق ثم ينسى 
ولا يلبث من يذكره أن ينساه ،أو يلحق به
فلا يبقى له فيها رِكزاً ولا ذِكراً

هاهو قد رحل ..
وهاهم أهلها كما هم 
في كل يوم يُستبدل منهم الآلاف 
وهم في غمرتهم ساهون 
وهاهي الحياة .. عديمة الوفاء  
وكأنَّ .. لم ينقصها أحد

رحمك الله يا صادق بشيري 
وأمطر عليك من برد رحمته 
، وواسع مغفرته ، وعظيم فضله

وعظم الله أجر أحبابك فيك 
، وألهمنا وإياهم الصبر والسلوان 

أسأل الله أن يرحمنا
 إذا صرنا إلى ماصرت إليه
وأن يجمعنا في مقعدِ صدقٍ عنده
إنه هو المليك المقتدر 
 

_____________
محمد عبد العزيز المكوار
٦ نوفمبر ٢٠١٤م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق