الأربعاء، 2 مايو 2012

في يوم من الأيام ..



كانت هذه العجوز المقعدة
طفله جميله

 تطمئن في حجر أمها
وتزهو على كتفي أبيها
يخافان عليها من كل شيء
يسعيان لسعادتها
ويفرح قلبيهما ابتسامتها الصادقه
ويطربان بسماع كلماتها البريئه

هذه العجوز اليوم  هي تلك الطفلة بالأمس

رحل والديها عن الدنيا منذ سنين طويله
لكنها لم تنسى ضمة أمها ولا قبلة أبيها

لم تنسى مواقف وذكريات جمعتها ..
بمن كانا يحبانها أكثر من نفسيهما
وبمن كانت سعادتهم  هي سعادتها
بمن ضحوا براحتهم ووقتهم من اجلها ..
ولم يعتبراها تضحية قط ..
بل كانا يران أن ذلك من أدنى حقها

والأن تشعر هذه السيدة العجوز انها عادت طفلة ..
طفلة في تفكيرها ..
في احتياجها لمن يعينها على قضاء حوائجها
تحتاج لمن يحميها ويراعيها
تحتاج للعطف للحنان للحب للأمان
تحتاج لقبلة وحضن صادقين

لكنها اليوم تشعر أنها وحيده
فكل من حولها يتعامل معها كعبئ
يجاملونها بالحب
ويصبرون عليها ابتغاء الأجر
أو من باب الإنسانية والشفقه

وليس كما كان الأمر قبل عقود
حينما كانت والدتها موجودة ووالدها موجود

هي دورة الحياة وتبادل ادوارها
وتقلب اطوارها ..

فهاهم احفادها يلعبون ويرقصون امامها
فتتذكر طفولتها والزمن الجميل

وترى بعين اليقين انه عما قريب سترحل
كما رحل والديها واقرانها ..

وسيصبح بعض هؤلاء الاطفال في مكانها ..

وستغدوا ذكرى  ..
ويطوى ذكرها مع مر السنين
وتعاقب الاجيال .

صورة واقعية  متكرره من حقائق الحياة

تلك الحياة التي مهما تزينت وتجملت لن تغير من حقيقتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق