قشتان ..
تتشابهان بالإسم والوصف ..
لا تلفتان انتباه احد ..
احداهما يتعلق بها الغريق ، والأخرى تقصم ظهر البعير
انهما سلوكياتنا العفويه .. التي لا نعيرها انتباه ، لكن اثرها الخفي عميق ..
فقد يتعلق بها غريقاً استحوذ عليه اليأس من الحياة ..
او قد تكون قاصمة لظهر من تحمل مالا يطيق ..
فالقشة الأولى ..
تتمثل بابتسامة صادقه .. كلمة طيبه .. معاملة حسنة ..
يشعر بهم البائس اليائس بالأمل وان الدنيا لا تزال بخير ..
فيتعلق بهذه القشة لتكون سبباً في نجاته من الغرق .
والقشة الثانية .. تتجسد في عبوس بلا سبب ..
كلمة خبيثة خارجة عن الذوق و الأدب ..
معاملة سيئة قد سيطر عليها الغضب ..
فتكون قشة قصمت ظهره الذي انهكته هموم الدنيا وضغوط الحياة
لا تستهين بأثر عفويتك في تعابير وجهك وكلماتك وطريقة معاملتك ..
فالعفويه و البساطه حتى وان كانت بوزن وقيمة القشة التي لا وزن ولا قيمة لها في نظرك ..
سيكون لها انعاكاسات هائلة على حياتك وأثر بوزن الجبال على حياة غيرك ..
ولو لم تكن تدرك ذلك .
قال الله تعالى :
" فمن يعمل مثقال ذرة خير يرى * ومن يعمل مثقال ذرة شر يرى "
صدق الله العظيم .. فليس في الدنيا شيء خلقه الله من فعل وفاعل
الا وجعل في كل شيء منهم سبباً مسبباً وحكمة بالغه وأثر عظيم ..
وإلا لما كان سيحاسبنا الله على ذرة الخير وذرة الشر ..
ولكم ان تحسبوا الكم الهائل من ذرات الخير والشر في القشة الواحدة
التي نمنحها للأخرين دون ان نشعر بها .
قشة قد تمنح الامل والسعاده .. وقشة قد تجلب اليأس والشقاء
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعة الله بها درجات،
وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم "
فالنحاول قدر الإمكان ان نطبّع عفويتنا على " قشة " الخير والحب والعطاء والتسامح
فلعل تلك القشة تكون سبباً لسعادتنا وسعادة غيرنا في الدارين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق