الخميس، 11 ديسمبر 2014

من حصاد الخاطر ..




خواطري التي كتبتها بمواقع التواصل الإجتماعي لهذا الشهر ..
بالإضافة لمختارات  أعجبتني وأحببت مشاركتكم بها ,,


أتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة  .. 


_______________



أجمل شعور .. 

حين تمر بمواقف مُفزعة جداً ،,
 أو شديدة الكآبة أو في غاية الإحراج .. 

ثم تستيقظ من نومك وتكتشف أنه كان مجرد "حلم"  :)

__


مِنَ الطرائِف الكُحلية القاتمة .. 

تَورُّع آكل مال اليتيم ، وآكل الربا 
،، عن أكل الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير

__


التناسب الطردي بين حجم النعمة 
وحجم الإنفاق الخيري 

إيمان بالمُنعم  
وشكر له على نعمته
وحمدٌ "عملي" لله

وسبب لحفظ النعمة ، وزيادتها

__

مِن كمال الجنَّة ونعيمها .. 
.. حُسن خُلُق أهلها 

ولو كان أهل الجنَّةِ بلا ذوق ولا أخلاق
لكانت الحياة ،، فيها جحيم لا يُطاق

__

إزدحام الطريق لا يَدُلُّ على صِحَّتِه
،، وإزدحام المكان لا يَدُلُّ على حُسّنِه
فاعتبروا يا أولي الأبصار

__

إذا احتضر الحياء ،،
تهافتت القِيَم على الإنتحار

فالحياء .. حياة القِيَم 

__

رحمة القاسي للضعفاء 
وكرم الشحيح مع الفقراء
وشجاعة في الحقِ مِن جبان 
وتواضع العالم والسلطان
والعفة في الرغبة
والعفو مع القدرة
نجاح للإنسان في بلواه 
وكُلنا مُبتلى بِطبعهِ وهواه

__

لا يُعذب أهل الضمير الحيّ شيء
إلا سلوك مرضى وأموات الضمير

فليس بإمكانه قبول وتصور ..

أن هناك من يستطيع فعل ما يفعلوه
وقبول ما قبلوه على أنفسهم وعلى الآخرين 

__

الطعام الذي تُعِدَّهُ الأم لأطفالها 
هو مزيج من الغذاء النظيف
الممتليء بالحنان والحب والإهتمام

__

بإمكاننا حماية من نحب
 من كل شرٍّ .. 

،، إلا مِن شرِّ أنفسهم
على أنفسهم

___

قصة قصيرة لا تنتهي .. 
عن شراكةٍ لا تُجزَّأ ، ولا تنقضي
بين الإنسانية والأنانية 
في وطنٍ ، وطفلٍ ، وأماني

___


مَن لَم تَكُنّ دُنياَهُ 

مَطيَّةٌ لِأُُخرَاهُ ،، 

إمّتَطَتّهُ

فَلا هُوَ نَالهَا 

ولَا لِبُغيَتِهِ ،،

 أَوصَلتهُ

___

الحق دائماً ظاهر،،
شريطة أن يُستعمل بالحق ، وللحق
ويَتَرَفَّع عن الظهور،، 
إذا أُستخدم بالباطل أو للباطل

___

بمجمل مافي الحياة .. 
من علاقات وعمل وسلوك
وحتى في العبادة والدعاء ..
شتّان بين قلبٍ تعلق بالنِعمة 
وقلبٍ تَعَلق بالمُنعٍم..

___


علمتني الحياة ،،

أنَّ فِيهَا ثَمَرَتَان مُعجَّلَتَان مِن حَصَادِ الإنسان ,,
,, ثَمَرة الإسَاءَة ، وثَمَرة الإحسَان

___


قد أكون مذنباً ،،
فَيحتقرني لذنبي
ويحَكَم على مافي قلبي
ويرى أنه أفضل مني
فلا أدري ولا يدري ،،
لعله يَهلَك بِكِبره
ويغفر لي ربي

___


يظلم ويعتدي ..
ونصف الموبقات
أصبحت من عاداته
وحين سُئِل عن أولوياته 
أجاب بأريحية يُحسد عليها
وتصديق مُبهر لنفسه ..
بأن أولى أولوياته ..
رضا الله والدار الآخرة

___


منهج الرب جل جلاله في معاملة خلقه .. 
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأنام
ومن حق الإنسان على الإنسان ..
أن يُقابل الإحسان بالفضل و الإحسان
وأن تُقابل الإساءة بالعدل أو بالعفو والغفران

___


 نصيحة : 

في مواجهة الهجمات الإقتصادية ,, 
إجعل ما اعتدت إنفاقه في الخير هو آخر الدروع
وليس أول ما تضحي به
وسترى بعين اليقين الفرق في الرزق
فالإنفاق في الخير ,,
هو الإنفاق الوحيد الذي لا ينقص من مالك 
بل يزيده ويبارك فيه

___

إن جهنم لا يمكن لعقلٍ تصور جلالها 
والجنّة ،، لا يخطر على قلبٍ جمالها
فكيف بجمال وجلال خالقهما
سبحانه ليس كمثله شيء 
سبحانه ليس له كفواً أحد

__________________________



مختارات أحببت مشاركتها معكم ,, 




قال الله تعالى : 

"مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ
 وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا 
وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ " 

____

رويَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم 
وألان له في الكلام ، ورحم يتمه وضعفه ... " الحديث


___

من حِكم علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

" لا شرَّ في شرٍّ بعدهُ الجنَّة 
ولا خيرَ في خيرٍ بعده النار "

___

من خواطر الشعراوي رحمه الله : 

 كل صفة لله عز وجل يوجد مثلها في البشر 
كالقدرة والإستواء والعلم والسمع والبصر
وغيرها من صفات الله سبحانه .. 
يُؤمَنُ بها في إطار " ليس كمثله شيء "

___


من تأملات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله : 

" لا أستطيع أن أكون شيئا آخر غير نفسي 
 أفضل أن أعيش حياة صغيرة أملكها
" عن أن أعيش حياة كبيرة تملكن

___

من روائع صديقي المبدع ثامر شاكر : 

" المدهش أن جُلّ عمالقة الأرض في شتى المجالات يُصيبهم داء الندم في آخر المشوار. يتمتمون في حسرةٍ.. ليتنا قضينا أعمارنا بين أحضان من نُحب "

____

من خواطر الأستاذة ضحى الحسيني : 

" لا أسوء من أن تشعر بالحزن الحقيقي 
سوى أن تُظهر السعادة المزيفة " 



والحمد لله رب العالمين .
___________________________________
محمد عبد العزيز المكوار
11 ديسمبر 2014م


الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

مخازن الأخلاق

   


في حفل توقيع كتابه الجديد ,, 

وبحضور جماهيري غفير ،، وسط فلاشات الإعلام 
تقدمت سيدة ومعها طفل صغير لتحصل على توقيعه 

فإذا بالطفل مع حماسته دفع برجله الطاولة ،، 
فانسكبت القهوة على ثوب الكاتب وآيباده وعلى عدة نسخ من كتابه 

ومع فزع الطفل ، وحَرَجَ والدته ، وإنتظار ألف عين وعين لردة فعل كاتبنا 
الذي بدوره ،، كان يتمنى في تلك اللحظة أن يصفع الطفل ، ويركل أمه ,, 

فما كان منه إلا أن إبتسم إبتسامة صفراء تبدو حقيقية 
وقال لوالدة الطفل بصوت تسمعه الصحافة .. " فِداك ياحبيبي "
وسط تصفيق الجمهور وإعجابه بحكمته ، وحلمه ، وذوقه الرفيع .

وخلال الحفل .. 

إستمر بتوزيع الإبتسامات وعبارات الحب والشكر والتقدير
لأصدقاءه ولجميع الحاضرين ،، 

لم يترك طفلاً في الحفل إلا وربت على رأسه وأهداه قبله ,,
حتى طفل "القهوة" لم يحرمه من حنانه وقبلاته ،، 

وكان يتلقى بصدر رحب  إنتقادات قاسية وغير لائقة
من بعض الحضور على أفكار كتابه ، وعن شخصيته وخصوصياته
فقابلهم بعقل وقلب متفتح يقبل الرأي الآخر ونفس لينة سهلة
لا ترفض النقد وتتقبل النصيحة .  


وفي الختام .. 

إختلطت عليه أصوات التصفيق
 فزهت روحه وحلقت ولامست السماء
 وفقد القدرة على التمييز بين تصفيق المحب والمعجب 
والمجامل والمتمصلح والحاسد وغير ذلك . 


انتهى الحفل .. 

صورته الحسنة خلعت القلوب حباً وإعجاباً 
وإنبهروا بأخلاقه وبحكمته في إدارة المواقف 
وحسد بعض الناس أهله على وجوده بينهم ومعهم 


وفي طريق عودته لمنزله ..

لم يتوقف عن تلقي الإتصالات ورسائل وتغريدات الإعجاب 
ومابين مهنيء ومهنئة ومعجب ومعجبة ومجامل ومجاملة .. 


وصل إلى منزله ,, 

وقد إستنفذ مع جمهوره آخر مافي مخازن أخلاقه .. 
لم يعد لديه قدرة على التجمل بالصبر والذوق أكثر من ذلك 

خاصة ،، وأن أهله بالنسبة له .. تحصيل حاصل 
وواقع مفروض .. لا مصلحة مادية منهم
ولا يحتاج لتحسين صورته أمامهم 


وبمجرد أن فتح الباب .. 

ألقى بقناعه الجميل الباسم خارجاً 
ودخل لبيته وأسرته بوجهه الآخر   

تحول لشخصية أُخرى ..
لا حكمة فيها ،، ولا صبر ،ولا ذوق ،ولا رحمة 

ديكتاتور .. لا يتكلم إلا بالأمر والنهي والنقد والإستهزاء 
هجومي قاسي عنيف ، يغضبه أي شيء ،، مهما كان بسيطاً ..
لا يعذر صغيراً ولا ضعفاً ، ولا يقدر كبيراً ولا ظرفاً .. 

ولكم أن تتخيلوا " بيئة " فيها إنسان له تأثيره ومكانته ،، 
وقد إفتقد جميع الأخلاق والصفات التي تؤهله ليكون إنساناً.

وفي الوقت ذاته .. 

يغضب ويشعر بالظلم والغبن لأن أسرته لا تعطيه مكانته 
 ولا تتعامل معه بنفس التقدير والحب والإحترام 
الذي يُعامَل به من أصدقاءه وجمهوره .. 

ونسي أو تناسى .. 
 
أن الآخرين لم يروا منه إلا الجميل .. 
ولم يتذوقوا منه إلا الذوق والرحمة واللين والسهولة

وأن من زرع بذور الخير والحب والجمال في بيئته الخارجية 
مع أصدقاءه وفي وظيفته أو تجارته وعلاقاته العامة
سوف يجني ثمار الحب والتقدير منهم 
 
وأنه من الحماقة ..

إنتظار الحب والتقدير والسلام في بيئته الداخلية
وقد زرع فيها بذوراً أخرى يتحاشا بَذرها في بيئته الخارجية 

فكل إنسان .. 
يحصد ثمار ما زرع .. 
في ذلك المكان ومع أولئك الأشخاص

ومن غرائب الحب والخير والتقدير والإهتمام ..
أن الإنسان لو أرادهم لنفسه في بيئة ما 
فعليه أن يبذل ماعنده في تلك البيئة 
،،، وعلى قدر مايعطي سيأخذ وزيادة  


فحري بالعاقل .. 

الذي ذاق حلاوة العائد من ممارسة الحكمة ومحاسن الأخلاق
التي لولاهم لما حصد المحبة والنجاح خارج بيته .. 

أن يمنح الحظ الأوفر من جميل صفاته
لأهله ، لزوجه ، لأطفاله ليسعدهم به ، وينعمهم بنفسه 
وينعم هو بالسلام الداخلي والصلح مع ذاته
ويرضى عن نفسه بعد رضا الله عليه  

فإن "الأقربون أولى بالمعروف " 

و " خيركم ، خيركم لأهله " . 

من الآخر  .. 
وفي بضع نقاط 

- فإن الذين بالخارج مهما مجدوك
بإختلاف أسباب التمجيد 
لن يفضلوك على أهلهم 
فإذاً ،، لماذا تفضلهم على أهلك ؟

 فالحكمة تقتضي أن تعطيهم حقهم منك
، وتحفظ لأهلك حقهم فيك .  

- ليس هناك إنسان يعطي أهله وأطفاله 
حقهم من الأخلاق والمعاملة الحسنة 
إلا وهو كذلك في كل زمان ومكان 
ومع أيٍ كان " داخلياً وخارجياً " 

وفي الوقت نفسه ..
لا نستطيع أن نحكم على كل إنسان 
يشع أخلاقاً وحسناً في محيطه الخارجي .. 
بأنه كذلك أيضاً مع أهله 
ولا يمكننا الحكم عليه بنقيض ذلك 

فالبيئة الخارجية تمثل ظاهر الإنسان 
والبيئة الداخلية تمثل باطنه وحقيقته 

 "فاعتبروا يا أولي الأبصار"

أسأل الله لنا ولكم أن يهبنا الحكمة 
ويؤصل طباعنا بالأخلاق الحسنة 

ونعوذ بالله من الشقاق والنفاق 
ومن مساويء الأخلاق . 
 

__________________
محمد عيد العزيز المكوار
٢٥ نوفمبر ٢٠١٤م

الخميس، 6 نوفمبر 2014

ساعة ،، من رحيل صادق



ها أنا جالس في مكتبي 
أتناول قهوة الصباح ،،

أنهي بعض الأعمال ، أقرأ ، أتأمل ، أكتب 
أتواصل حقيقة ، وإفتراضاً مع الأصدقاء

لكن اليوم كان مختلفاً عن كل يوم ،، 
،،  فقد وصلتني رسالة مَفَادها :

بأن صديقك "صادق" قد وافاه الأجل 
وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون  . 

فوراً .. ظهرت بمخيلتي صورة صادق 
الشاب المكاوي ، الباسم ، الخلوق 
الذي عرفته منذ ٢٠ عاماً 

 تذكرت بعض كلماته 
بنبرة صوته  ، ونغمة ضحكته 
ومرَّ في خاطري شريط من الذكريات 
والمواقف التي جمعتنا في السنتين الأولى
من دراستنا الجامعية 

كانت هي فترة صداقتنا .. 
 حتى فرق بيننا التخصص 
والمكان ومعمعة الحياة 
وما عادت أُخُوَتَنَا إلا ذكريات الشباب
ومواقف الدراسة ، وأُخرى مضحكة  

واستمر التواصل بيننا بالرسائل في المناسبات   
ومكالمة بين عام وعام ، وبضع لقاءات جميلة
 كان هو المبادر فيها والُملِح عليها 
فقد كان صادق .. صادق الوفاء 

مع طول السنين وقلة التواصل 
، كان الود قائماً 
وفقدت برحيله أخاً وصديقاً 
أدى حقي وأهملت بحقه ،، 
وأحسست " فعلياً "  بأن هناك جزء
 من ذكرياتي قد مات 

بعد ساعة من رحيل صادق .. 
 
كتبت خاطرتي هذه ، ولا أدري إن كانت ..  
وفاءً له ، أو رثاءً فيه ، أو عزاءً لنفسي 

ولعلها الثلاثة ، وقد سُخرت له 
ليترحم عليه قاريء وقارئة لا يعرفانه 
ولم يدركا أن "صادق"  كان يوماً معهم 
في نفس المكان والزمان من هذه الحياة 

هذه الحياة .. التي أراها الآن .. 

في محيط طاولتي ، وقهوتي المتكررة 
وفي جهاز بقدر الكف 
، أشاهد وأشارك فيه الحياة 

تأملتها بعين من رحل عنها قبل ساعة 

فهذه الفرصة من التأمل ،،
لن تُتاح ليّ حين أرحل أنا عنها

فوجدت أغلبنا مفتون بها منغمس فيها  .. 
وهي لا تأبه لأحد منَّا 
، ولا تفتقد من رحل عنها 

تبين لي أن بين الإنسان والدنيا .. 
حب من طرف واحد

يقضي حياته كدحاً في بناءها 
ويضحي بأسمى القيم وجميل المعاني 
في سبيل الإستزادة منها ، وتخليد إسمه فيها 

وفي أول لحظة من رحيله عنها
 يتفرق ماجمع ، ويُنعى بهاشتاق ثم ينسى 
ولا يلبث من يذكره أن ينساه ،أو يلحق به
فلا يبقى له فيها رِكزاً ولا ذِكراً

هاهو قد رحل ..
وهاهم أهلها كما هم 
في كل يوم يُستبدل منهم الآلاف 
وهم في غمرتهم ساهون 
وهاهي الحياة .. عديمة الوفاء  
وكأنَّ .. لم ينقصها أحد

رحمك الله يا صادق بشيري 
وأمطر عليك من برد رحمته 
، وواسع مغفرته ، وعظيم فضله

وعظم الله أجر أحبابك فيك 
، وألهمنا وإياهم الصبر والسلوان 

أسأل الله أن يرحمنا
 إذا صرنا إلى ماصرت إليه
وأن يجمعنا في مقعدِ صدقٍ عنده
إنه هو المليك المقتدر 
 

_____________
محمد عبد العزيز المكوار
٦ نوفمبر ٢٠١٤م


الخميس، 16 أكتوبر 2014

الشوكولاتة اللعينة +21




عادت إلى البيت في وقت مبكر ..

لِتجد طفلها البدين يلتهم قطعة من الشوكولاتة
سعيداً ، مطمئناً بأنها لن تعود في هذا الوقت

وبصرخة مدوية  ,,
 ,, تزلزلت عِظام طفلها

ولم يفق من صدمته إلا بصفعة
أخرجت بقايا الشوكولاتة من أمعاءه

تلتها بصفعة أخرى ,,
أبغض معها الكاكاو ومن إكتشفه

وبحكم عسكري فوري ,,

أمرته بصعود الدرج ونزوله ساعة كاملة بلا توقف

وخلال توجهه لمحل التنفيذ ..
 كان يتلقى الكثير من الإستهزاء بمنظره وبدانته


,, مرَّ نصف الوقت ،،
أحس الطفل بالتعب الشديد وبالعطش

توسل لأمه بأن يستريح قليلاً
ويشرب بعض الماء

ردت عليه الأم وهي مسترخية على الأريكة
مستمتعة بتناول قطع الشوكلانة التي سحبتها من يده :


" أصمت وأكمل، وإلا ضاعفت لك المدة " 


وظلت تعيد عليه " رجاءه " بتقليد صوته
 مع مطمطة الأحرف وأكلها


،، واصل الطفل البدين عناءه
وواصلت الأم إلتهامها للشوكولاتة ..


_ فجأة _  


سمِعَت صوت إرتطام مفزع


إنتفضت كالكواسر مسرعة نحو الصوت

ويسبقها ,, صراخها بأنواع التهديد والوعيد ،،
بأنه لو كسر شيئاً ستذبحه من الوريد إلى الوريد

فلما وصلت لمصدر الصوت ،،

رأت إبنها وقد سقط من الدرج على الأرض
وهو فاقد الوعي والنفس ..

هرعت إليه صارخة باكية :

" إبني حبيبي أجبني أرجوك " 

ركضت نحو المطبخ
ملأت كوباً من الماء البارد

وفي اليد الأخر حملت من الشوكولاتة
بقدر ما تمكنت يدها من إحتواءه

" إشرب يا حبيبي ،، إروي عطشك " 
لقد قلت بأنك عطشان    

وهذه الشوكولاتة التي تحبها 
 ،، تناول منها قدر ما تشاء 
فقد كنت أمنعك منها لأني أخاف عليك

سامحني يا حبيبي 
 " قل شيئاً وأعدك ألا أقسو عليك أبداً " . 

لكن الطفل ,,

 كان قد سقط من الإعياء ,,
ومع وزنه الزائد
كُسِرت رقبته وفارق الحياة


تمنت أن يعود إليها

ليسمع منها ..  أنها تحبه
ولتعامله بمزيد من الحكمة والصبر

ولكن ,, فات أوان الندم 


_ وفي سياق آخر للقصة _ 

لو أن الطفل البدين أنهى عقوبته وعاد لأمه
فوجدها في مكانها ،، وقد فارقت الحياة

وكان آخر ما جمعه بها عنف وإستهزاء
وإزدراء ،، لم يفهم بعقليته البسيطة مغزاه

 ربما بتفكيره المحدود ,,
سَيعتقد أنه المتسبب في موتها لأنه أغضبها كثيراً
ولن يسامح نفسه أبداً على ذلك

وقد تنشأ في نفسه عقدة
ستقضي على ما تبقى من جمال حياته

وسيعتبر الكاكاو ثمرة لعينة
تسببت في موت أمه وهي غاضبة عليه


ومع مأساوية القصة بسياقيها ،،


إلا أنها تتكرر كثيراً

 وكثيراً جداً في كل يوم
مع أشخاص مختلفين
وقصص متشابهة في مضمونها
متباينة في تركيبتها وأحداثها

 بين الأولاد وآبائهم ، وبين الأزواج
، وبين الأقارب ، والأصدقاء ، وزملاء الدراسة والعمل
وبيننا وبين من نتعامل معهم في الحياة ولو لمرة واحدة

فلا ندري لعل معاملتنا معهم ..
 هي آخر معاملة لهم في حياتهم أو حياتنا

ومن يضمن عكس ذلك ؟ 


___________


http://www.worldometers.info/ar/

..في هذا الموقع الموجود على الإنترنت ..
يظهر من خلاله العديد من الإحصائيات الإنسانية المتغيرة آنياً
لعدد المواليد والوفيات في العالم بتحديث مهيب في كل لحظة

وبحسب هذا الموقع فإن كل يوم
يموت فيه حوالي١٥٠.٠٠٠ إنسان
بمعدل ٦٠٠٠ إنسان في الساعة
وبمتوسط ١٠٠ إنسان في الدقيقة

وتقريباً ,, حالة وفاة وحالة إحتضار في اللحظة الواحدة

وحتى لا نكون مصدر وسبب لتعاسة إنسان
قريب منا أو بعيد ، في آخر لحظات حياته
أو آخر لحظات من حياتنا

علينا أن نتعامل مع الجميع القريب والبعيد
 بإحترام وذوق ورفق ورحمة


وأن لا نؤذي أحداً معنوياً ولا مادياً بقدر الإمكان
وألا نعتدي على حق وكرامة أي إنسان
ولا أي كائن يشاركنا الحياة على كوكب الأرض

وأن نكون نافعين للغير بلا مقابل قدر المستطاع

لا تسمحوا للمخاوف والأطماع والأنانية ومادية الحياة
أن تستحوذ على إنسانيتكم ، وتغطي جمال طباعكم


_ وحتى لا يفهم مقصدي خطأً _


فكلامي لا يعني أن نكون  دجاجاً
لا يطالب ولا يأخذ بحقه ولا يدافع عن نفسه

ولا أن نكون " جماداً " لا ينفعل ولا يغضب
لنفسه ، وكرامته ، ولحقه ، وحق غيره

ولا أن نتخلى عن دورنا التربوي تجاه أطفالنا
والقيام بمسؤولياتنا الإنسانية مما يتطلب الحزم

ولكن ,, أن نؤدي أدورنا ونمارس حياتنا ومعاملاتنا
بالحق والحكمة والرفق والتسامح


وبذلك فقط ،، لن نشعر بالذنب تجاه أحد
ولا بالتقصير في حقه

ولن نلوم أنفسنا على سلوكنا الأخير
بالنسبة لنا ،  أو مع من رحل عنَّا ..


وما أرقَّ وأجمل قول حبيبنا رسول الله
 : صلى الله عليه وسلم

"  إنَّ اللهَ رفيقٌ يحبُّ الرفقَ
،ويُعطي على الرفقِ ما لا يُعطي على العنفِ " 

وفي الحديث الآخر
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"  من يُحْرَمِ الرِّفقَ ، يُحرَمِ الخيرَ "


_أخي الإنسان ,, أختي الإنسانة_

عبروا عن محبتكم ، وودكم ، ورحمتكم ، وإحترامكم

لوالديكم ، أطفالكم ، أزواجكم ، إخوتكم ،أقاربكم ، وأصدقاءكم
ولا تفترضوا بأنهم يعلمون بمحبتكم ،، فلا داعي لإظهارها لهم

هم أولى الناس بإظهار المحبة والمعاملة الحسنة ,,
بالحكمة ، والرحمة ، والرفق ، واللين ، والصبر ، والتسامح

فالأقربون أولى بالمعروف ,,

يليهم الناس كافة الأقرب فالأقرب

إحترموا كبيرهم ، وارحموا صغيرهم

إحرصوا على إعانة المحتاج منهم ، والضعيف بما استطعتم

فكلنا في هذه الدنيا مُبتلون ببعضنا وبعلاقاتنا ومعاملاتنا



لا تدخروا حبكم واحترامكم لإنسان
 لِما بعد رحيله ..

فإن رحل .. 

لن ينفعه الحزن 
ولن يواسيه الندم 






____________________
محمد عبد العزيز المكوار
2014- 10 - 16





الخميس، 12 يونيو 2014

حصاد الخاطر ( 21 ) ..






بعض الخواطر التي كتبتها الشهر الماضي 

 وفي كل خاطرة بالنسبة ليّ ذكرى 
 عايشتها أو عاينتها

وأحببت الإحتفاظ بها ، ومشاركتكم إيَّاها  .. 

 أرجو أن ترتقي لذائقتكم 

_____________________________




من الآخر ,, 

فأهل العدل والإنصاف يعرفون الحق من أدلته
أما أهل الهوى "مِن الطرفين" فهم يتخيرون مِن الأدلة
ما يوافق "الجزء الذي يريدونه" من الحق

________


متشدد يقول عن متحرر ..
أنه يكيف دينه وفق هواه وعاداته

ومتحرر يقول عن متشدد ..
أنه يكيف دينه وفق هواه وعاداته

وفي الحقيقة
كلاهمها على حق

________


علمتني الحياة ,, 

  أنَّ فِيهَا ثَمَرَتَان مُعجَّلَتَان مِن حَصَادِ الإنسان ,,
  ,, ثَمَرة الإسَاءَة ، وثَمَرة الإحسَان

________


عبارة أعجبتني للدكتور مصطفى محمود رحمه الله : 

" لا أستطيع أن أكون شيئا آخر غير نفسي 
 أفضل أن أعيش حياة صغيرة أملكها
 عن أن أعيش حياة كبيرة تملكني ".

_________


في أي علاقة بين الناس
فَكل الأسباب تتغير وتبلى وتزول

إلَّا ما بُنِيَّ على طِيب العِشرة وجمال الروح
 ،، فلا تزول ولا تبلى ولا تتغير

__________

عزيزي الإنسان ..

 إننا في هذه الدنيا نُبتلى
بِشَر نَحسبه خير ، وبخير نَحسبه شر ..
 فلا تحزن كثيراً ، وحذاري أنّ تغتر

___________

قال الله تعالى : 

" قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ
فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا "

وما أحوج المجتمع لفهم هذه الآية

____________

وقوع إنسان صادق ، طيب ، حَسَن النية
مع "نقيضه" في أي علاقة أو مُعاملة

 سَيترتب عليها ..

إما جريمة أخلاقية
أو كارثة إنسانية

_____________


قواعد لتعزيز الطيبة وللحد من إستغلالها :

- من لا يعرفك "إلا" وقت حاجته
،،لا حاجة لك بمعرفته

- ومن يستغني عنك بأي شيء
،،إستغني عنه بلا شيء

______________

التقوى بالمختصر المفيد .. 

إذا توفرت لديك ( الرغبة والقُدرة والسترة )

فامتنعت ,, حباً ورجاءً وخوفاً ورهبةً وحياءً من الله

فتلك هي التقوى
______________


أُشفِق على مُرتَزَقةِ الدنيا ،،
ولو غَدوا فيها مُلُوكاً ومَلِكات

______________


وأُشفق على من يُبالغ في تمثيل دور :
" كم أشعر بالسعادة "

لأني أُدرك حينها
أنه قد وصل ،، لأعمق "دركات التعاسة"

______________


قد أكون مذنباً

فَيحتقرني لذنبي
ويحَكَم على مافي قلبي
ويرى أنه أفضل مني

فلا أدري ولا يدري ،،

لعله يَهلَك بِكِبره
ويغفر لي ربي

________________


إذا وُجِد في المجتمع ،،
من يمزج و"يفرض" العادات بالدين

سنجد من "يرفض" بعض تعاليم الدين
ظناً منه أنها عادات وتقاليد

فإن الجهالة وليدة الباطل

________________

من يجتهد في أدوار لم تفرض عليه
على حساب الدور المفترض منه

كان كالذي يصوم ١١ شهراً من كل عام
ولا يصوم شهر رمضان

__________________

يتجسد سوء فهم مقاصد الدين
وترتيب أولوياته ..

حين ترى ثري يبني مسجداً كالقصر
وحول المسجد "عشش" سكانها ..
 جائعين ، مرضى ، مهددين بالطرد

_________________


إثنان قد لا تنتبه لما فعلته بهم
لكنهم لن ينسوك أبداً ..

 من كَسَرت بخاطره
 ومن جَبَرت خاطره

وإن لم تقصد ذلك في الحالتين


___________________

تسلسل درجات الفضيلة : 

(١) عامل الناس بإحسان
(٢) إنفعهم بقدر إستطاعتك
(٣) عاملهم بحقهم عليك
(٤) كُف أذاك عنهم

_ولا فضيلة بعد الرابعة_

_______________


إن لم ترى  فرحة الضعفاء بعينيك ،،
بعد سعيك ومساهمتك في قضاء حوائجهم
بما قدّرك الله

فجرِّبها ولو مرةّ في حياتك
فإن لقلبك عليك حق بإسعاده

___________

علمتني الحياة 

ألَّا أثق بِمَن يبيع أقرب الناس إليه
،، ولو فعل ذلك مِن أجلي

فهذه المخلوقات الطفيلية
رحَّالة ، ولا تؤمن بالوفاء

___________

هي أشياء بسيطة
قد لا نلتفت إليها ،،
وقد نعتبرها إعتياديه ممله

وقد نضحي بها
بهدف أن نعيش حياتنا

وفي الحقيقة
أن ما تخلينا عنه ..
هو "الحياة" 

____________


هذا يشعر بالوحدة ،، وحوله الكثير
وذاك يشعر بالآنس ،، وما معه أحد

____________


مِن عجائب الخير ..

إن أردت إحتكاره لنفسك
ومنعته عن غيرك ،، ستفقده

وإن بذلته ، وشاركت به الغير
يتضاعف رصيدك منه

_____________

أعزائي رواد تويتر ,,

هل تعلمون أنكم برتويت لتغريدة  في الإعلان عن عمل خير  
لا تكلف شيئاً ولا تأخذ من وقتكم لحظة

قد تدل فاعل خير من متابعيكم على الخير
فتحسب لكم عند الله كفالة أيتام وتفريج كربات

فإن الله كريم .. 
والدال على الخير كفاعله

_________________

في الصدقة فقط ،، 

ال ١٠٠ تسبق ال ١٠٠.٠٠٠

بحسب النية
وأسلوب إخراجها
ومدى تحري مكانها
وإحتياج المسكين لها
وبنسبة الصدقة من مال المتصدق

___________


الكرم مقامات ،،

آخرها ،،
الكرم المادّي

وأوائلها ..

كرم الأخلاق
وكرم المشاعر

والذيل ما يتحرك بلا راس
إلا عند السحالي

ومصيره يهمَد

_____________

المُعقد ،، 

هو ذلك الإنسان
 الذي مرَّ بتجربة مريرة
فاستسلم لها ، وعمم عليها
فسيطرت على حياته

_____________


على  الذكر  أن يبذل الكثير
والكثير من الجهد
ليستحق أن يكون رجلاً

أما  المرأة  فما عليها ،،
إلا الحفاظ على طبيعتها لتبقى أنثى

_____________


إذا قُتل الفقير صبراً ،،
حيث يُحثا الخير حثواً
وقد أذِنوا بانتزاع روحه قهراً
فاليرتقبوا خسفاً وقذفاً ومسخاً
فحق الضعيف عند الله .. لا ولن يذهب هدراً

______________

حفنة أنانية ، وضغثاً من القسوة
تكفي لصنع الكثير ،، والكثير من الجفاء
والمزيد ،، المزيد مِن سِعةِ الفجوة

______________

ترجمة صدق المحبة
والشوق ، والوفاء
لمن رحل ولن يعود ..

بالصدقة عنه ، والدعاء له

فهما صِلَةٌ لا تنقطع
بين عالمين مختلفين

________________

سَيّبُوكم،، من كل الإعتبارات المادية

مستوى الحضارة في "أي مكان" ،،
يُقاس فقط .. بقيمة الإنسان "مين ماكان"

________________

تأملت مِراراً ولم أفهم ..
كيف لإنسان أن يكون صنم
في صدرهِ حجرٌ صلدٌ أصم
يَنفُثُ صديداً ويبصق بالدم
غُلِّف برانٍ فلا يندم ولا يألم

_________________

غالباً ما يعيش الإنسان في الماضي البعيد ،،
إذا كانت ذكرياته القريبة ما تجَمِّل
وحاضره ماله داعي

________________

علمتني الحياة ،، 

أنَّ الإنسان إذا أساء التعامل مع نعمة الله
قد يفقدها بإرادته ، وهي لا تزال بين يديه

يُحسد عليها ، ولا يتنعم بها

_______________


عندما يحكي إنسان لك همه ، فأنصت إليه ، وإن لم يهمك أمره
،، هو لا يريد منك شيئاً ،، هو لا يريد إلا ,, أن يرتاح قلبه.

________________

من يغدر بمن وثق به
ليحقق مُبتغاه

أو يستغل علمه بنقطة ضعف إنسان
فيؤذيه لتحقيق مصلحته

فأحب إنّي أعرفه بنفسه ..
بأنه " نذل كبير مرّه "

_______________


قليلُ هُمُ  المدركون لحقيقةَ الحياة

قبل أن يتركوها بِفترةٍ كافية.








شاكر ومقدر لكم قراءتكم 
_________________________
محمد عبد العزيز المكوار
12 يونيو 2014م


الثلاثاء، 22 أبريل 2014

بعضٌ من القَهَر







  هل جربت الإحساس بالقهر ؟
ولو مرّة في حياتك 


أتذكر في طفولتك ,, 
حين سُلبت حريتك في اللعب أو السهر 

بالرغم من بساطة الموقف 
وأنه كان قهراً لصالحك,, 
ومع هذا ,, كيف كانت مرارة القهر ؟ 


هل جربت الإقتراب مما تتمنى 
ثم وبقهر من بيده السلطة 
تم الإلغاء بِدمٍ بارد ؟ 


هل تذكرون العقوبات الجماعية
في الفصل الدراسي ؟ 

حين كان المعلم يعم بالشر
، ويخص بالخير 
 ويعاقب الجميع بذنب الواحد منهم

_______


القهر 

أسوء سلوك يمارسه الإنسان على الإنسان 

يُسلب فيه من المقهور كل حقوقه ,, 

ويستغل القاهر جبروته وقوته وسلطته ,,
في تحقيق مصلحته الخاصة
 أو في إرضاء غروره وأنانيته
أو في إشباع غريزته في إذلال الناس وقهرهم

يستغل ضعف الضعيف وقلة حيلته
 ليقهره تحت أي مسمى وبلا معنى 

قهر البشر للبشر 
ظلم وقسوة وكبر 

واعتداء سافر على كرامة الإنسان 

فكيف وإن وقع القهر
 على " أرملة و يتيم " ؟ 

بِسم التنظيم ،، أو تحقيق الربح المادي 
أو لأي سبب كان ,,  

دعك من كل شيء 
من الإنسانية ومن الأخلاق والذوق العام 

 دعوني أخاطب كل مؤمن ومؤمنة بالله واليوم الآخر  
بخطاب الله عز وجل لي ولك ولكِ ,,


أياً كان موقعنا في المجتمع 

قال سبحانه وتعالى في سورة الضحى : 

" فأما اليتيم فلا تقهر "


اليتيم ولو كان ابن ملك
فهو يتيم مقهور بفقد والده 
يشعر بالنقص والضعف
وإن كان يمتلك كل شيء 

فما بالكم بالأيتام ضعاف الحال؟

والله أمرنا بألا نقهر اليتيم بمطلق المعنى

____

وبنظرة خاطفة لواقع المجتمع في تعامله
 مع الأمر العظيم من الرب العظيم 

وبمثال يكاد يكون متكرر لمئات الآلاف من البشر 
 ويتجدد ويتزايد في كل سنة ,, 


يقضي رجل " مقيم" عشرات السنين في بلدٍ ما 
يتزوج وينجب أطفالاً لا يعرفون إلا هذه البلدة
التي ولدوا فيها وعاشوا فيها
وما عرفوا أحداً إلا فيها 

فيأتيه قضاء الله وينتهي أجله 
فيترك ذرية ضعافاً 
أرملة وعدة أيتام 

فيذوقون من كأس القهر صِرفاً ,,

ويكونوا تحت أربع إحتمالات ,, 


فالحالة الأولى ,,
يعودون إلى بلد أبيهم رحمة الله عليه 
التي لا يعرفونها ولا يعرفون أحد فيها 

ويعيشون حياة قاسية في بلد ظروفها صعبة 
لم يعتادوها في حياتهم وهم ضعفاء 
وصف الله أمثالهم 
بأنهم " لا يسطيعون ضرباً في الأرض"
فنهوي بهم للموت أو للتسول أو لعالم الجريمة


والحالة الثانية.. 
 أن يبقوا في البلد ولا يرحلون عنها
 لكنهم غير نظاميين لأنهم يعجزون عن دفع قيمة 
بقاءهم في البلد ،، وبالتالي فلا قيمة لهم كبشر 


والحالة الثالثة ،، 
أن يساعدهم أهل الخير -
وذلك،، إن عثروا عليهم - 


والحالة الرابعة ،، 
يبقيهم كفيل والدهم المتوفى على كفالته 
ويبقون في البلد بضعفهم وذلهم 

بين تهديد مالك البيت بالطرد
لأنهم غير قادرين على إطعام أنفسهم 
عِوضاً عن توفير قيمة الإيجار

وبين معاناتهم عند تجار الصحة
  إذا اضطروا للعلاج والدواء
فيتم رفض الأرملة واليتيم المريض 
لأنهم فقراء لا يملكون ثمن العلاج  
ولو كانوا " يبكون ويصرخون 
من الألم والوجع " 


ناهيك عن تكاليف نظاميتهم 
والقيمة العالية المضافة من مكاتب التعقيب 
التي تستغل إضطرارهم لتلك الإجراءات بلا رحمة
فبلا تلك الإجراءات الرسمية 
لن يقبلوا في مستشفيات عامة
ولا مدارس حكومية 
ولن يقبل بسكنهم صاحب ملك 

حتى الأربطة والجمعيات الخيرية 
لن تقبلهم بلا أوراق رسمية 

___

بالله عليكم تخيلوا وعيشوا بأرواحكم النقية
مدى القهر الذي يُفرض عليهم باسم النظام
والقهر الذي يفرض عليهم من المجتمع المادي 

_فاللهم إني أبرأ إليك من قهر الضعفاء_ 

وأنا على يقين أن أهل الخير
 إن عرفوا عنهم لا يقصرون معهم 
ولكن هذا ,, إن استدلوا عليهم  

فهؤلاء يسكنون بعيداً وبعيداً جداً
عن العالم الذي نعرفه 

بالرغم من أنه يفصل بيننا وبينهم
بضع كيلو مترات 

" ولكنهم في مناطق " مدفونة بالحيا

ولو إستدل أهل الخير على أرملة ويتيم 

فهناك مقابلهم ألف أرملة ويتيم
لا يزالون في غياهب الجب 

وليس من الإنصاف ولا الإنسانية
ولا حتى من النزول تحت أمر الله
أن ينفق أهل الخير من زكواتهم الملايين كل عام

لا ينال منها اليتيم ريالاً واحداً 

تذهب كلها في تعديل أوضاعهم ولمكاتب التعقيب
ولحسابات تجار الصحة وملاك المساكن 
وكثير منها على مصاريف ورواتب الجمعيات الخيرية 

" فقط من أجل توفير " حق 
من المفترض أن يكون مكفولاً لليتيم
من جميع أهل الأرض بلا إستثناء 

إن الله عز وجل حين أمرنا بالإحسان إلى اليتيم 
وبإكرامه لم يحدد لليتيم ديناً ولا جنساً 
ولا جنسية ولا لوناً ولا عرفاً ولا نسباً 

لفظ اليتيم ,, كان على حالة اليتم
لا أكثر ولا أقل ودون أي اعتبارات أخرى 

وهل ندرك معنى الإكرام ؟

أنظر لنفسك كيف تكرم ضيفاً تحب استضافته 
أو شخصية لها وزنها في المجتمع زارتك في منزلك 

فيا أعزائي الكرام ,,

إكرام اليتيم يجب ألا يقل عن ذلك
بل من حقه علينا أن نبالغ في إكرامه
أكثر من ذلك 

من الإكرام ألا نُشعره بأنه ضعيف ومحتاج
وبأننا نتفضل عليه ، بل أن إكرامنا له فضل علينا 

من الإكرام ألا يشعر بالجوع ولا يجد ما يأكله
وينام بلا عشاء وبعدها إن وجدناه صدفة أطعمناه
ببقايا الطعام والشراب 

من الإكرام ألا يُطرد إلى الشارع 
لأنه فقير لا يجد من يدفع عنه الإيجار

من إكرام اليتيم ألا يطرد من البلد
لأن أباه مات وحتى يبقى فيها يُطالب بمبالغ هائلة
 يعجز عنها بعض أبناء البلد حتى الموظفين منهم 

من إكرام اليتيم أن يعالج ويطبب
كأعلى إنسان في مراتب المجتمع 
و في أي مستشفى حين يحتاج للعلاج 

وألا يُرفض علاجه لفقره 
أو تضطر والدته الأرملة المكسورة 
أن تتسول لتجبر قلبها
 في تخفيف آلام يتيمتها أو يتيمها 


________

والإكرام أحبتي ،،

 ليس بالمال فحسب 
بل بالمعاملة الحسنة
بالإبتسامة ، برفع معنوياتهم 
بتشجيعهم ، بالإهتمام بهم وبشأنهم كله 

بتسهيل إجراءاتهم الرسمية والصحية 
بحفظ حقوقهم وميراثهم ومالهم وكرامتهم  

إن لم يكونوا هم المستحقين لبالغ الإكرام
والإحترام والرعاية الكاملة 

فمن إذاًً ؟ 

أكرر وأخاطب نفسي وإياكم 
بخطاب الله عز وجل وأمره الصريح لنا جميعاً ..

" فأما اليتيم فلا تقهر " 

- أقولها لكل مسؤول ،،  
تجنبوا قهر الضعفاء من المواطنين والمقيمين

أيتاماً وأراملاً قليلي الحيلة
ومساكين وفقراء ضعفاء 


فتتمة حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ،، 
" ،، هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفاءكم "


فاحذروا زوال النعمة وزوال المكانة ورفع السلطة 
بقهر الضعفاء ولو كان تحت ذريعة التنظيم 


فالنظام والتنظيم 
هو أن تكون حقوق هذه الفئة العزيزة على قلوبنا
في العلاج والتعليم والسكن والرعاية ,, والكرامة 
محفوظة ومكفولة على أحسن وجه وأتمه 

إلا إن كنتم في غنى عن نعمة الله ونصره 
فاستمروا بإستغلالهم وقهرهم 


- رسالة إلى تجار الصحة 
ستأتي عليكم ساعة بين الدنيا والآخرة 
،، ترون فيها حصادكم رأي العين 
تتمنون فيها رحمة الله مقابل الدنيا وما فيها 

فهل رحمتم ألم الضعيف وحاجته للعلاج 
حين رفضتم إستقباله في مصحاتكم الفندقية 
بحجة النظام وبحجة فقرهم ,,
 لتتمنوا الرحمة من الله ؟ 

ما عليكم إلا أن ترحموا ضعف الضعفاء
 وتعاملونهم بالرحمة 
والرحمة فقط ،، لتنالوا بإذن الله رحمته
 فهو أرحم الراحمين 


- أعزائي ملاك مساكن الفقراء ,,  
ارحموا الضعفاء ، إصبروا عليهم ، ساعدوهم
وإن كان الله قد فتح عليكم ووسع في رزقكم 
فسامحوهم واعفو عنهم إبتغاء عفو الله لكم 

ألا تحبون أن يعفو الله عنكم ؟ 

___

نحن في هذه الدنيا على الأرض
في كل زمن من الأزمان 
يجمع الله فيها مجموعة من الناس
في فترة زمنية واحدة

يبتلي بعضهم ببعض بالخير والشر
وبتقلب الأحوال بين الخير والشر 

ويمتحن بعضهم ببعض 
في العطاء والمنع 
في القوة والضعف 

ويعاملهم كما يتعاملون مع بعضهم  

أمرهم بالرحمة والتكافل
واحترام الحقوق فيما بينهم أوفر إحترام 

يجازي المحسن على إحسانه 
ويجازي المسيء على إساءته 

____

حتى أنتم إخوتي وأخواتي الأفاضل 
محبي الخير وفاعلينه ،، 

إحرصوا على إكرام اليتيم والسعي على الأرملة 
بقدر ما أنعم الله عليكم 
وليس بأقل القليل مما جاد الله عليكم 
 ابتغاء الأجر فقط 

إبتغوا الأجر بنفعهم وكفايتهم وإكرامهم 
كما تنفقون على عيالكم وأهلكم 

فإن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس 

إبحثوا عنهم وعن حاجاتهم
فالمتعففين منهم أخفياء
يحسبهم الجاهل من التعفف أغنياء 

وأعظم الرزق أن يجعلك الله باباً لرزق الضعفاء 


وبقدر ما أنعم الله عليك 
على الموسع قدره وعلى المقتر قدره 

ولا تستكثر على الأرملة واليتيم شيء 
إن قدرك الله على إكرامهم بالمزيد والمزيد 

___


وختاماً ,, 

فإن الحقوق بين الناس
وبالذات حق الضعفاء 
ليس بالأمر الهين
ورب العزة والجلال 
،، ما هو بالهين أبداً 

ففي مكان ما من هذا العالم 
أغدق الله على أهله بالنعم 

يُقهر فيه اليتيم 
وتهان الأرملة 
ويجوع المسكين 
ويموت فيه المريض الضعيف صبراً 

فاليرتقبوا خسفاً وقذفاً ومسخاً 
فحق الضعيف عند الله ,,
قسماً بالله ،، لا ولن يذهب هدراً 


,, فمن كان يرجو رحمة الله 
عليه أن يتعامل بالرحمة 
خاصة مع الضعفاء 

وإنما يرحم الله من عباده الرحماء 

فارحموا من في الأرض
يرحمكم من في السماء 

هذا إن أردنا حقاً وصدقاً ,, رحمة الله 

----

هي حرقة في القلب 
وإن لم إخرجها سيحترق قلبي قهراً 

وكلمة حق ،، 
لعلها تُبريء ذمتي 
من قهر الضعفاء

اللهم هل بلغت 
اللهم فاشهد 


__________________________
محمد عبد العزيز المكوار 
2014 - 4 - 22
twitter : @m_a_almikwar